بالتأكيد تعرفون الاسم، “البحر الميت”. يقع البحر الذي يجلب إليه السياح من جميع أنحاء العالم، في منطقة الشقّ السوري الإفريقي وتمرّ في وسطه الحدود بين دولتي إسرائيل والأردن. في السنوات الأخيرة مرّ البحر بعدة تغييرات، من بينها الانخفاض الكبير في منسوب المياه، والذي يؤثر على بيئة البحر بطرق مختلفة.
فيما يلي 5 حقائق لا تعرفونها عن المكان الأكثر انخفاضا في العالم:
https://instagram.com/p/6sKr6rFmwA/
البالوعات
الظاهرة الأكثر تدميرا في البحر والتي تشكل خطرا على كل ما هو موجود على شواطئه. يؤدي الانخفاض المستمر في منسوب المياه إلى إنشاء بالوعات. البالوعة هي منفذ ينفتح بشكل مفاجئ في الأرض من خلال عملية طبيعية. وتنشأ كذلك نتيجة لتبخّر مياه البحر الميت في أعقاب عمل مصانع البوتاسيوم في إسرائيل والأردن في المنطقة. تبدأ عملية إنشاء البالوعة من مياه جوفية حلوة تتدفق باتجاه البحر الميت في أعقاب انخفاض منسوبه، تُذيب المياه طبقة الملح تحت الأرض والتي تشكلت مع تراجع البحر في الماضي وتنشئ الأرض المتبقية في المكان حفرة كبيرة تحت الأرض. لا يمكن العلم بوجود حفرة كهذه حتى تنهار في أعقاب مرور سيارة أو إنسان في المكان.
نشأت في الجزء الشمالي من البحر الميت في إسرائيل في السنوات الأخيرة بالوعات عديدة تشكّل خطرا حقيقيا لكونها كبيرة جدا وتنفتح بشكل فجائي. بلغ عمق البالوعة الأكبر التي تم قياسها حتّى الآن إلى 11 مترا ومحيطها 25 مترا. والآن تخيّلوا ماذا سيحدث عندما تنفتح بالوعة كهذه في الشارع المحيط بالبحر الميت.
حتى الآن تم التبليغ عن أربعة حوادث سقوط في البالوعات، حيث يوجد 1,200 بالوعة ويزداد عددها كل عام بالعشرات. أما في الجانب الأردني فقد تم التبليغ عن 5 بالوعات فقط.
شاهدوا نشوء بالوعة في البحر الميت عام 2015:
“البحر الميت” – ولكن هناك طيور تفضّله هو تحديدا
لا حياة في البحر الميت. لا يستطيع أي حيوان البقاء على قيد الحياة هناك بسبب نسب الملح المرتفعة والتي تصل إلى 33.7% وذلك مقارنة بالبحر المتوسّط على سبيل المثال والذي تتراوح فيه النسبة بين 3.5% إلى 3.9%.
ورغم ذلك، اتضح أن العديد من الطيور يُفضّل الحياة تحديدًا في بيئته. من بينها “الثرثارة العربية” (Turdoides Squamiceps). تعيش الثرثارة العربية في قنوات الأنهر على طول الشق السوري الإفريقي من شبه الجزيرة العربية في الجنوب وحتى إسرائيل في الشمال، ولكنها تتركّز في إسرائيل تحديدًا في البحر الميت وفي منطقة العربة. ويطلق عليه في العبرية اسم “زنفان” (أي طويل الذنب، واسمه في العربية الثرثارة العربية).
وسوى الطيور، تعتبر المنطقة موطنا لمئات الأنواع من النباتات، الشجيرات والأشجار التي تنمو في بعض الأحيان على بُعد مئات الكيلومترات من موطنها الأصلي.
https://instagram.com/p/6_6wS9Sjfv/
مصدر عالمي للبوتاسيوم
البوتاسيوم الذي يتم إنتاجه في البحر الميت هو من الأسمدة الرئيسية التي تُمكّن من زراعة العديد من المحاصيل الزراعية حول العالم، بما في ذلك دول العالم الثالث.
تُعتبر مياه البحر الميت في الواقع محلولا مائيّا مكوّنا من الأملاح التالية: ملح الطعام، البوتاسيوم، المغنيسيوم وغيرها. الأملاح هي التي تجعلنا نطفو على سطح البحر دون أن نغرق.
يتم ضخّ بعض مياه البحر الميت إلى أحواض تبخير حيث تتبخّر المياه فيها وتبقى الأملاح. يتم الفصل بين البوتاسيوم وبقية الأملاح في المصنع، وتتم معالجته وتعبئته. ثم يتم نقله إلى ميناء أشدود في إسرائيل أو ميناء مدينة إيلات، ومن ثم يُحمَّل على السفن ويتم إرساله إلى جميع أنحاء العالم.
تُصنع من البوتاسيوم معظم الأسمدة التي تحتوي على البوتاسيوم، بالإضافة إلى ذلك فهو ضروري لصناعة الصابون، الزجاج، المتفجرات، الأدوية والطباعة وغيرها.
https://instagram.com/p/6-TsgbjkEo/
يُسمح بأخذ حمام شمسي دون قلق
تزداد أشعة الشمس خطورة من عام إلى آخر. ولكن ليس في البحر الميت. يؤدي الموقع الجغرافي المنخفض للبحر إلى تركيز عال من الأكسجين النقي في الغلاف الجوي، وتعمل المسافة الكبيرة من الغلاف الجوي كمصفاة طبيعية للأشعة الضارّة القادمة من الشمس.
هذا لا يعني أنه لا يمكن الاحتراق – ولكن الأشعة ليست قوية وخطيرة كما في البحر المتوسّط على سبيل المثال.
وفي النهاية: دواء طبيعي
ليس فقط أنه من غير الخطير أخذ حمام شمسي في البحر الميت، بل يُعرف البحر كوسيلة علاج لأمراض مختلفة مثل الربو، مشاكل الجلد، والتهاب المفاصل. يحفّز الطين الموجود في قاع البحر نشاط الدورة الدموية. وهو يؤدي إلى زيادة وصول الأكسجين إلى الجلد وإزالة السموم منه، كما ويعزّز بنية أنسجة الجلد، يُزيل خلايا الجلد الميتة ويمنح مظهرا برّاقا.