احتفل العالم أمس (الأربعاء) باليوم العالمي للمرأة. شاركت النساء في الكثير من الاحتفالات الخاصة، قُدّمت جوائز وشهادات تقدير للكثير من النساء الهامات والمؤثرات، وحتى أن بعض النساء قد حظين بيوم عطلة. اشترى الكثير من الأزواج الهدايا لزوجاتهم احتفالا باليوم المميز: بطاقات ورد، عطور، مجوهرات، وغيرها.
ولكن رغم المعاملة الخاصة التي حظيت بها النساء في هذا اليوم، وربما من أجله تحديدًا، فقد دارت موجة احتجاج ضد “الاحتفالات” في هذا اليوم. نُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي منشورات لنساء يعارضن الاحتفال بيوم المرأة، الذي أصبح يوما تجاريا مخصصا لمشتريات الهدايا التي لا داعي لها. ادعت نساء أخريات أنه يجب أن يكون يوم حداد، إذ يجدر ذكر كل النساء اللواتي وقعن ضحية للعنف من قبل الرجال.
افتُتحت في الولايات المتحدة موجة احتجاج انضم إليها عشرات آلاف النساء، وبدلا من أن يحتفلن بيوم المرأة أعلنَ عن “يوم دون المرأة”. دعت النساء إلى التمرد والإضراب عن عملهن، ليشعر الآخرون بنقصهن أثناء العمل وأهمية مساهمتهن في كل يوم في السنة. تجول مئات آلاف النساء والرجال في الشوارع وتظاهروا في المدن الكبرى في الولايات المتحدة من أجل مساواة النساء.
“إذا كان هناك يوم خاص من أجلكِ، فهذا يعني أن ليس لديكِ حقوق متساوية”، غرد الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي. “تمت الإشارة إلى أن يوم المرأة يؤكد أن النساء يعانين يوميا من التمييز ويضطررن إلى قبول عدم المساواة كوضع راهن”، كتبت نساء أخريات. هناك من كتب أنه يُشار في يوم المرأة كل عام إلى الفارق في الأجر بين النساء والرجال، ولكن بعد هذا اليوم تُنسى هذه الحقيقة ولا تُتخذ أية خطوة لتغييرها. ربما يجدر العمل في كل يوم بدلا من الاحتفال بيوم المرأة، من أجل تقليص هذه الفجوات”.
في إسرائيل أيضا هناك من أعرب عن امتعاضه من هذه الاحتفالات التي لا داعي لها. شاركت عشرات النساء أقوال الحائزة على جائزة نوبل إسرائيل، البروفيسور عادا يونات، التي طُلب منها عبر محطة إذاعة إسرائيلية اختيار أغنية احتفالا بيوم المرأة، لكنها رفضت ذلك موضحة أنها “لا تعتقد أن هناك داعي إلى التفرقة على أساس بيولوجي”، مضيفة أنه عندما يتم الاحتفال بمساهمات خاصة من أجل المجتمَع، فستسعدها المشاركة أيضا.
يمكن تلخيص أهم النقاط الاحتجاجية وفق ما أشار إليها تحديدًا رجل: “أشعر بالخجل في هذا اليوم، فهو يوم صعب ومثير للإحباط، يوم سيزيفي، لا أهمية له. لا يعتبر يوم المرأة العالميّ يوم عيد بل يوم ذكرى”.