بعد يوم من احتجاج آلاف البدو في النقب ضد مخطط براﭬر، وأثناء جلسة البت بشأن قرار تمديد اعتقال مثيري الشغب بعد ظهر اليوم، يدّعي وزراء في الحكومة أن الحكومة تصر على مواصلة تنفيذ المخطط، ويأكدون أن النّضال العنيف لن يكون مجديًا. بالمقابل، يدعو أعضاء من الكنيست وممثلي جمهور عرب ويهود إلى التحدث مع البدو بشأن مستقبلهم.
“يهدف مخطط تنظيم الاستيطان البدوي في النقب إلى وقف استيلاء البدو غير القانوني على أراضي الدولة في أنحاء النقب”، صرّح الوزير أوفير أكونيس عن اليمين، وأضاف أن المخطط يوفّر للبدو تعويضات وحلولا في مجمعات سكنية منظمة.
تطرّق وزير المواصلات يسرائيل كاتس إلى المظاهرات التي جرت يوم أمس، وقال “عرضت الحكومة على البدو ميّزات غير مسبوقة، بما في ذلك دفع تعويضات وإعطاء الحق في الأراضي التي تمت مصادرتها والتي احتلتها الدولة في الخمسينات، ولكن البدو ردّوا بانتفاضة ولوّحوا بأعلام منظمة التحرير الفلسطينية”.
بالمقابل، دعا عضو الكنيست جمال زحالقة الذي شارك أمس في الاحتجاجات عند تقاطع حورة في النقب، الحكومة إلى وقف سن قانون براﭬر وبدء مفاوضات مع ممثلين عن السكان العرب في النقب لإيجاد حل مُتّفق عليه، وبالتالي منع المواجهات غير الضرورية.
وقال عضو الكنيست عُمر بارليف (حزب العمل) ورئيس اللوبي من أجل البدو في الكنيست إن الاحتجاجات نَجمت عن نقص ثقة البدو بالدولة، ودعا إلى تنفيذ بوادر حسن نيّة إضافية لصالح السكان البدو في النقب، من أجل تعزيز الثقة والعمل على حل مشكلة الأراضي عن طريق الحوار بدلًا من الفرض القسري.
وقال يعكوﭫ مَرجي (حزب شاس)، وهو من سكان النقب: “إن المجتمع البدوي ليس عدوًا، لذلك يجب استنفاد الحوار معه”. وحسب أقواله: “على الدولة تحديد من هم المُحرّضين ومن هم أصحاب المصالح السياسية والذين يقومون يتمويل الاحتجاجات”.
وهدد الرئيس السابق للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، حسين الرفايعة، أنه سوف لن يتم تنفيذ المخطط من دون حوار، كما وقال “نحن جاهزون للموت على أرضنا، التي تريد الدولة سلبها منّا”. صرّح فادي العبرة، من سكان رهط وناشط ضد مخطط براﭬر، لموقع Ynet (يديعوت أحرونوت) على أن الاحتجاج هو “رد فعل طبيعي لكل إنسان يهمّه بيته وتتم معاملته كمواطن مُستهان به ومجرم”.
وقد كتب بعض المعلّقين الإسرائيليين أن المشكلة لا تكمن في الحوار حول المخطط نفسه، حيث يمكن انتقاد المخطط وعدم الموافقة عليه، إنما في الحملة ذاتها التي يشنّها بعض المنسقين والتي تحاول التحريض والتضليل ولا تَصُب في أهداف النضال الحقيقي للبدو في النقب.
وأراد منظمو “يوم الغضب” الثالث إيقاظ الجمهور الإسرائيلي من غيبوبته. لذلك، جرت مظاهرات متزامنة في حيفا والقدس ورام الله، وغيرها من الأماكن في العالم. شارك نحو ألفي متظاهر على مفرق حورة في النقب. تحوّل موقع الاحتجاج نفسه إلى منطقة اشتباكات بعد بدء رشق الحجارة على يد المتظاهرين وإطلاق الغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة.