حذف موقع التواصل الاجتماعي، إنستجرام، أمس (الأربعاء) لوقت معين حساب قائد قوة “قدس” الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني. وفق تقارير وكالة الأنباء الإيرانية، فارس، فإن موقع إنستجرام التابع لشركة فيس بوك، لم يُفصّل الأسباب لإغلاق الحساب الذي يتابعه 320 ألف متابع. رغم ذلك، فقد أصبح اليوم الحساب نشطا مجددا.
وكما ما هو معروف، ليست هناك إمكانية وصول إلى الفيس بوك أو تويتر في إيران، والتواصل الوحيد الذي يسمح به النظام الإيراني للشبان الإيرانيين، مع العالم الخارجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو استخدام تطبيق الإنستجرام. وقد أبلغنا هذا الشهر عن إغلاق حسابات في الإنستجرام تابعة لشبان إيرانيين كثيرين وكذلك عن اعتقالاتهم لأنهم استخدموا الشبكة بهدف نشر رسائل معادية للإسلام والمجتمع.
ينشر د. راز تسيمط، خبير إسرائيلي للشؤون الإيرانية، في صفحته على الفيس، بين حين وآخر، تحديثات حول التطورات في المجتمع الإيراني وحول نضال الشبان الإيرانيين، والذين يناضل الكثير منهم من أجل الانفتاح وإزالة العقوبات على إمكانية الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي. يعتقد راز أن العلاقات بين الحرس الثوري والعالم الافتراضي مثل فيس بوك وإنستجرام ثنائية، إذ يتحفظ حوار المحافظين في إيران من مواقع التواصل الاجتماعي، من جهة، وقد تعلموا كيف يمكن استخدامها من جهة أخرى. رغم أنه لا يمكن، للوهلة الأولى، استخدام موقعي التواصل فيس بوك وإنستجرام في إيران، فإن ملايين الإيرانيين وكذلك كبار المسؤولين في النظام يستخدمونهما. هذه الظاهرة آخذة بالازدياد، ولا سيما، في السنوات الثلاث الأخيرة، من بين أمور أخرى، بسبب السياسة المنفتحة للرئيس حسن روحاني.
A photo posted by Qasem Soleimani | قاسم سلیمانی (@ghasem.soleimani) on
إن حالة سليماني استثنائية. كان يهدف النظام إلى عرض سليماني وموضعته في المقدمة بصفته بطلا حضاريا، وهذا جزء من الجهد الدعائي للنظام. يجد موقع فيس بوك نفسه ومواقع تواصل اجتماعية أخرى في الكثير من المرات معرضا لضغط من منظمات في الغرب تطالب بحظر استخدام خداماتها من قبل شخصيات مركزية في إيران. ولكن يدعي تسيمط أن هذه الجهود تفتقد إلى أي احتمال للنجاح تقريبا. وبعد إزالة حساب سليماني، ما زالت تظهر في النت حسابات باسمه. وقد وصل إلى شركة الفيس بوك المسؤولة عن الإنستجرام، سؤال حول سبب إغلاق الحساب ولكن لم ترد الإجابة بعد.