أدانت محكمة إسرائيلية أمس أحمد شوربجي، البالغ من العمر 23 عامًا من مدينة أم الفحم الواقعة في شمال إسرائيل، لانضمامه إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قبل أقلّ من عام.
كانت بداية قصة شوربجي كما ذكرنا قبل نحو عام. قرّر شوربجي، مع ثلاثة من أصدقائه، الانضمام إلى داعش. كان تخطيطهم هو السفر إلى تركيا، والتسلّل منها إلى سوريا والانضمام إلى داعش.
كشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن نوايا شوربجي وأصدقائه، واتصلت به. وفي محادثة معه حذّرته الاستخبارات الإسرائيلية بعدم الانضمام إلى داعش وحاولت إقناعه بالتراجع عن قراره، ولكنه رفض. ولتفادي الاستخبارات الإسرائيلية، قرّر شوربجي وأصدقاؤه الذهاب إلى سوريا بشكل منفصل عن بعضهم البعض.
وبالفعل، سافر شوربجي وأصدقاؤه إلى تركيا في شهر كانون الثاني، وقد استعانوا هناك بعصابة مهرّبين محلّية والتي تقدّم للناس خدمات التسلل من تركيا إلى سوريا مقابل المال، وعبروا الحدود. أحد أصدقاء شوربجي، بالمناسبة، هو أحمد حبشي، الملاكم الإسرائيلي الذي قُتل قبل نحو أسبوع.
بعد انضمام شوربجي إلى داعش بدأ بالتدريبات المختلفة. تركّزت تدريباته الأولى، التي امتدّت إلى نحو ثلاثة أشهر، على النشاط البدني: تدريبات اللياقة البدنية، الركض، تمارين الضغط وتمارين البطن. بعد ذلك بدأت التدريبات العسكرية، والتي تضمّنت من بين أمور أخرى إطلاق النار عبر بنادق كلاشينكوف، إلقاء القنابل اليدوية، إطلاق صواريخ RPG والأسلحة الرشاشة. بالإضافة إلى ذلك، تضمّنت التدريبات الزحف، الاحتماء واحتلال الأراضي. تلقّى شوربجي خلال التدريبات زيّا عسكريّا بل واجتاز دروسًا دينية.
اقرأوا عن تدريبات داعش العسكرية
في مرحلة معيّنة أخذ عناصر داعش جوازات سفر شوربجي وأصدقائه الإسرائيلية وقاموا بحرقها، بادّعاء أنّهم فيما لو وقعوا بأسر حزب الله فقد يعتقد التنظيم أنّهم جواسيس لإسرائيل ويقتلهم. ومع ذلك، فالمخابرات الإسرائيلية غير مقتنعة بأنّ عناصر داعش قاموا بحرق جوازات السفر الإسرائيلية، وهناك شكوك بأن تتمّ الاستفادة منها لأعمال عدائية.
بعد أن تمّ تأهيله كمقاتل لدى داعش، بدأ شوربجي بالمشاركة في عمليات التنظيم العسكرية. قام بواجب الحراسة في قواعد داعش وشارك في معركتين ضدّ حزب الله وضدّ الجيش السوري. “خفت أن أموت” كما قال في وقت لاحق، وتابع قائلا: “عندما انضممت لم أعرف أنّ التنظيم إجرامي إلى هذه الدرجة ويقطع رؤوس البشر”. بالإضافة إلى ذلك، قال شوربجي إنّه لم يعرف أنّه سيتجنّد في صفوف داعش، وأنّه كان يرغب بمساعدة الثوار السوريين في حربهم ضدّ الرئيس الأسد.
بعد ثلاثة أشهر من سفره، قرر شوربجي – في شهر نيسان – أن يعود لإسرائيل. قام بالاتصال مع رجل الاستخبارات الذي حذّره من الانضمام إلى داعش، وطلب منه المساعدة من أجل العودة إلى إسرائيل. أجابه رجل الاستخبارات أنّه يمكنه العودة إلى إسرائيل، وهذا ما فعله.
بعد بضعة أيام، عاد شوربجي إلى إسرائيل، وتم اعتقاله على الفور في المطار من قبل الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية. تم استجوابه، وعبّر عن أسفه عن أعماله وتمّ تقديمه للمحاكمة. وقد أدين أمس في المحكمة، وسيتمّ إصدار عقوبته في بداية شهر تشرين الثاني. ويُقدّر أن تكون عقوبته عبارة عن السجن لفترة تتراوح بين نصف عام وأربع سنوات.