تدخل اليوم، الأول من تموز، الإصلاحات المسماة في إسرائيل “إصلاحات المشروبات الروحية” إلى حيز التنفيذ، إذ من المتوقع أن تؤدي إلى رفع سعر جزء كبير من المشروبات الروحية في السوق وخاصة المشروبات الرخيصة مثل العرق وهو “مشروب وطني” يتم استهلاكه في إسرائيل على الأغلب من قبل الطبقات المتدنية والطبقات الوسطى.
وقد اعتاد شباب إسرائيليون كثيرون، مثلهم مثل البالغين، على الوصول إلى حانات الأحياء في نهاية يوم متعب، وبشكل أكثر كثافة في نهايات الأسبوع، للجلوس مع الأصدقاء والأقرباء لاحتساء شراب ما والراحة من متاعب اليوم أو الأسبوع. وعلى الرغم من أن الإسرائيليين غير معتادين على شرب كميات كبيرة من الكحول، مقارنة بالأوروبيين وسكان الولايات المتحدة، إلا أن عقاب “الإصلاحات الجديدة في مجال الكحول” قد نجح في إغضاب الكثير من الناس.
وقد نجح القرار المثير للجدل الذي اتخده وزير المالية الجديد، يائير لبيد، رفع أسعار الكحول الرخيصة وبالمقابل خفض أسعار الكحول الثمينة، في إثارة حفيظة إسرائيليين كثيرين، وبالذات من الطبقات المستضعفة ومن الطبقات المتوسطة، الذي بنى لبيد على أساسها نجاح حزبه “يش عتيد” (هناك مستقبل) في الانتخابات الأخيرة التي جرت في إسرائيل (كانون الثاني 2013). إن الإصلاحات التي تدعي المالية والحكومة بأنها تهدف إلى تحديد استهلاك الكحول الرخيص من قبل القاصرين بواسطة زيادة الضرائب عليه، وخفض أسعار الكحول الفاخر بشكل ملحوظ، سوف تُدخل إلى ميزانية الدولة نحو نصف مليار شيكل (نحو 163 مليون دولار) في السنة ونصف السنة المقبلين.
من المتوقع أن تفرض طريقة فرض الضرائب الجديدة ضريبة على المشروبات الروحية حسب نسبة الكحول لليتر الواحد وليس حسب سعر الزجاجة كما كان معتاد حتى اليوم، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع حاد بنسبة 270 بالمائة وحتى ذروة تبلغ 105 ش. ج. لليتر الكحول بدل 84 ش. ج. حتى اليوم.
يدعي خبراء كثيرون أن الضرائب الجديدة من المتوقع أن تلحق الضرر بالأساس بالأسوق المحلية وبالمستهلكين العاديين. زجاجة عرق (750 مل) كان ثمنها حتى اليوم35 ش. ج. فقط، (9.5 دولار) سوف ترتفع بنسبة 67% وستكلف 50 ش. ج. (13.50 دولار) ابتداء من اليوم.
ستؤدي الأنظمة الجديدة إلى ارتفاع ملحوظ آخر في مشروب الجعة (البيرة) الذي يعتبر أحد المشروبات الشعبية ومنذ بدء شهر حزيران 2012 قفزت الضرائب على المشروب إلى مبلغ يصل إلى نحو 4 ش. ج. لليتر بدل 2 ش. ج. لليتر.
انضم إسرائيليون كثيرون، في الأشهر الأخيرة، إلى الاحتجاج حول الكحول وبخطوات غير مسبوقة بدأوا يرفعون أفلاما قصيرة وأغاني إلى شبكة الإنترنت تستنكر الضرائب الجديدة على المشروب الوطني – العرق. تقول في أغنية خاصة كتبها فنانون إسرائيليون كثيرون كاحتجاج، وتم نشرها في مختلف أنحاء شبكة فيسبوك الاجتماعية، “أيها البُدناء لا تمسوا بالعرق…” وقد بلغت صرخة أصحاب العرق التي حظيت بصدى إعلامي واسع النطاق ذروتها وهددت الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو ووزير المالية لبيد، أنه في حال تواصلت ارتفاعات الأسعار، فلن يبقوا في السلطة وكما تقول الأغنية “اتركونا صاحين نصنع لكم مبارك. إذا كنتم تريدون البقاء، فلا تمسوا بالعرق”.
إن احتجاج العرق بين أوساط الجمهور الإسرائيلي هو أحد الاحتجاجات الكثيرة التي غمرت الدولة في السنتين الأخيرتين. وقد قاد بدء الاحتجاج شبان من المدن الكبيرة والمناطق النائية عن المركز، حيث احتجوا ضد ارتفاع أسعار السكن وارتفاع أسعار المعيشة. معظم قادة الاحتجاج الصيفي الذي جرى آنذاك، قد دخلوا في المعترك السياسي وتحولوا إلى أعضاء كنيست، ولكن هناك شك في قدرتهم على حماية الطبقات الوسطى في عهد تواجه الحكومة فيه صعوبة في السيطرة على العجز الكبير في ميزانية خزينة الدولة.