تتابع الجهات الإسرائيلية المسؤولة عن كثب ما يحدث في الساحة السورية، إلا أنها تحاول قدر الإمكان عدم التدخل فيما يحصل. ولكن هذا لم يمنع المبادرات المدنية الإسرائيلية من أن تحظى باهتمام واسع ودعم، وخاصة في أعقاب التقارير الأخيرة الواردة من حلب.
يتوجه الإسرائيليون المرتعبون بسبب مشاهدة الصور القاسية من حلب وعدم القدرة على إرسال دعم مادي مباشرة إلى سوريا، إلى آفاق أخرى. فقام حاخامان يهوديان بتأدية صلاة بالعبرية وتمنى السلامة لأهل سوريا ودعيا أن يصلي اليهود هذه الصلاة في صلواتهم اليومية. أرفقنا بهذه المقالة مقاطع من تلك الصلاة، والتي تُرجمت للمرة الأولى إلى العربية:
صلاة الحاخام “يوفال شيرلو”
“نُصلي لك لكي توقظ في قلوب القتلة شيئًا من الإنسانية البسيطة والرحمة، وليدركوا أننا وُلدنا جميعا على صورة الرب، ولأن للوحشية حدود، ولكي يتحقق في العالم ما جاء في توراتك “سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ”.
صلاة الحاخام “يوسي فورمان”
“أبانا الذي في السموات، رب العرش العظيم
ها نحن خاشعون أمامك، في أيام الغفران هذه، لقربك منا
نصلي لأن تفيض رحمتك على جيراننا في الجانب الشمالي، المواطنين السوريين
الذين يتعرضون للقتل الجماعي، رجالا، نساءً وأطفالاً،
ويعانون من الجوع، التشرد، واللجوء.
يا أيها الرب الرحيم، في هذه الأيام…
انظر في ضائقاتهم وارحمهم برحمتك
وامنحهم الحياة والسلام
أعدهم إلى بيوتهم وأملاكهم”.
عريضة لفتح الحدود الإسرائيلية
نُشرت، إضافة إلى هذا، على صفحات الإنترنت عريضة إسرائيلية تُطالب بفتح الحدود الإسرائيلية الشمالية أمام اللاجئين السوريين. ما زال حدوث خطوة من هذا القبيل أمرًا ضعيفًا جدًا ولكن وصل عدد الموقعين على العريضة حتى الآن إلى 1000 شخص. تجتاح موقع تويتر تغريدات إسرائيلية مثل #Israel4Aleppo (“إسرائيل متضامنة مع حلب”) و #Aleppo. لم يكتفِ بعض الإسرائيليين على ما يبدو بمجرد الاحتجاج من بيوتهم بل يُتوقع أن يتظاهروا غدًا في القدس ويوم السبت أمام السفارة الروسية في تل أبيب.
تعمل جمعية “عمل الله” الإسرائيلية على جلب الجرحى السوريين لتلقي العلاج في إسرائيل، وفي المقابل ما زالت تعمل على إقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية لاستقبال الأطفال والمصابين وحمايتهم. قامت أيضًا شبكة المدارس الإسرائيلية “جفعات واشنطن” بحملة تبرعات لصالح اللاجئين السوريين في اليونان.
نُشرت على موقع الإنترنت الإسرائيلي “Local Call” مقالة “هكذا يُمكن أن يساعد الإسرائيليون السوريين”، وباتت أكثر مقالة مقروءة على الموقع والتي على إثرها تدفقت الكثير من التبرعات من الإسرائيليين. تحدثت كاتبة المقالة اليزابيث تسوركوف، الناشطة والباحثة في القضية السورية، عن أفضل الطرق التي يُمكن لإسرائيل من خلالها مساعدة المواطنين السوريين، أو بكلمات أخرى – كيف يصل الدعم إلى الأيدي الصحيحة.