تقع الناصرة، المدينة العربية الكبيرة في إسرائيل، على سفوح جبال الجليل الأسفل، شمال إسرائيل. وهي تُعتبر مركزا مسيحيا عالميا للحجاج المسيحيين، فوفق الديانة المسيحية، فإن أصل مريم ويوسف من الناصرة، وهما والدا يسوع المسيح، وفيها بشر الملاك جبرائيل مريم العذراء بولادة المسيح، الذي نشأ فيها أيضا.
ولكن في السنوات الأخيرة، لا يصل إليها الحجاج من كل العالم فحسب، بل الإسرائيليون أيضا الذين ينجذبون بشكل جماعي إليها. وفق معطيات اتحاد الفنادق الإسرائيلي، فقد طرأت زيادة ملحوظة بشكل خاص في عدد زيارات السياح الإسرائيليين ومبيتهم في فنادق المدينة في عام 2016، كانت نسبتها %45 مقارنة بعام 2015.
شهدت المدينة عددا كبيرا من الزيارات في شهر كانون الأول بشكل خاص، ففي الفترة القريبة من عيد الميلاد، أقيمَ في المدينة سوق كبير ومميز، ونُصِبت في وسط المدينة شجرة عيد الميلاد مضاءة بألوان مختلفة، بحيث أضفت على المدينة جوا احتفاليا وعالميا. في شهر كانون الأول الماضي، طرأت زيادة نسبتها %116 في عدد زيارات الإسرائيليين إلى المدينة مقارنة بعام 2015.
وفق أقوال المسؤول في دائرة السياحة في المدينة، ففي السنتَين الماضيتَين، افتُتحت في المدينة فنادق عالية الجودة وأماكن معدة للمبيت بجودة عالية، توفر للإسرائيليين تجربة سياحية رائعة بأسعار أفضل مما توفره مدن أخرى في البلاد. كذلك، أصبح الجو في المدينة، في السنوات الأخيرة هادئا، مقارنة بالسنوات التي شهدت حربا وحملات عسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة، أدى جميعها إلى توتر وعداوة في قلوب السكان العرب في المدينة تجاه الإسرائيليين اليهود.
إضافة إلى ذلك، فإن مدينة الناصرة تشكل “عاصمة العرب” في شمال إسرائيل، ومركزا بلديا وتشغيليا كبيرا. ففي السنوات الأخيرة، أضحت المدينة مركز هايتك، وفتحت شركات عالمية كثيرة فروعا لها في المدينة، ومن بينها مايركروسوفت التي تعمل في مجال تقنيات الحاسوب، لذلك تنجح المدينة في جذب رجال أعمال يحلون ضيوفا في أحيان كثيرة في فنادق المدينة ويساهمون في السياحة في المدينة.