يُطلِق البعض على المدينة المركزية في إسرائيل لقب “دولة تل أبيب”، ملمحين بذلك إلى الانفصام المعنويّ بين سكانها وبين سائر مواطني الدولة. لكنّ نظرةً إلى عدد السكان من شأنها أن تبيّن أن محيط تل أبيب الكبرى (متروبوليس تل أبيب) يمكنه أن يشكّل بحدّ ذاته ما يشبه الدولة الصغيرة، وأن يشكّل بؤرةً ينجذب إليها قرابة نصف سكان إسرائيل. فقد أشارت معطياتٌ نشرتها دائرة الإحصاء المركزية يوم أمس (السبت) حول الكثافة السكانية في إسرائيل في نهاية السنة المنصرمة 2012 أن 3،46 مليون إسرائيلي، يشكّلون %34،8 من مجمل السكان، يقطنون في محيط تل أبيب الكبرى في مركز البلاد.
ووفقًا للتعريفات التي تنتهجها دائرة الإحصاء المركزية، فإن المتروبوليس يضمّ النواة- مدينة تل أبيب، وثلاث حلقاتٍ تحيط بها، تضم في مجملها 254 مدينة وبلدة مختلفة تلفّ المدينة. ويضم الغلاف الأول المدن الأكثر قُربًا إلى تل أبيب، مثل رمات غان وريشون لتسيون، بينما يضم الغلاف الثاني بلدانًا من منطقة الشارون مثل كفار سابا ونتانيا، فيما يصل الغلاف الخارجيّ حتى قرى المثلث في الشمال وأشدود في الجنوب.
وتعتبر مدينة تل أبيب المدينة الأكبر في المتروبوليس، إذ يقطنها نحو 414 ألف مواطن (المدينة الثانية في إسرائيل من حيث عدد السكان بعد القدس)، تليها ريشون لتسيون التي يقطنها 235 ألف مواطن وبيتح تكفا التي يقطنها نحو 214 ألفًا.
يشكّل اليهود نحو %91 من مجمل عدد السكان في المتروبوليس، مقابل نحو %5 من العرب فقط (نحو 177،7 ألفًا). ويعتبر المتروبوليس، كما هو متوقع، المنطقة الأكثر كثافة في البلاد، ويُعتبر كذلك مركز التكنولوجيا المتقدمة (الهايتك) والاقتصاد الأكبر في إسرائيل. وحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية، فإن نحو %60 من مجموع المدخولات والمصروفات في البيوت في إسرائيل تأتي من منطقة محيط تل أبيب الكبرى (المتروبوليس).
أما بشأن سائر التجمعات السكانية في إسرائيل، فهي أصغر بكثير، وتتجمع في محيط مدينة حيفا (1،07 مليون مواطن، ثلثهم من العرب)، وحول مدينة بئر السبع (875 ألف مواطن، من بينهم 161 ألفًا من السكان العرب، يشكّلون %18،3 من سكان المنطقة).