يجب أن يعمل الإسرائيلي كثيرًا من أجل الحصول على شقة. هذا ما يتبيّن من التقرير السنوي لبنك إسرائيل، الذي تم نشره يوم أمس، الأحد، والذي يقضي بأن هنالك حاجة إلى ما معدله لا يقلّ عن 148 معاشًا من أجل امتلاك شقة. وهو معدل أعلى من المعدل في اليابان بكثير، التي تحتل المرتبة الثانية، ومعدلها 93 راتبًا، وكندا، ومعدلها 84 راتبًا.
يودون في بنك إسرائيل التوضيح بأنه رغم الارتفاع في وتيرة البناء، فإن أسعار الشقق آخذة بالارتفاع. ارتفع ما بين شهري تشرين الثاني 2012 وتشرين الأول 2013، عدد أعمال الشروع في البناء في إسرائيل من 42 ألف إلى 44 ألف شقة. لقد طرأ ارتفاع على الانتهاء من مشاريع البناء أيضًا.
رغم ذلك، يشيرون في البنك المركزي إلى أن الارتفاع الضئيل في عرض البناء ليس كافيًا من أجل تلبية الطلب، ولم تتوقف موجة غلاء الشقق في إسرائيل، حتى أنها لم تتباطأ. ارتفعت أسعار الشقق ما بين شهري تشرين الثاني 2012، وتشرين الأول 2013 بنسبة 8%، ووصلت نسبة قروض الإسكان والصفقات إلى رقم قياسي جديد، وارتفع كذلك متوسط عدد الرواتب المطلوب لتمويل شراء شقة.
يوضحون في بنك إسرائيل سبب ذلك على أنه الوقت الطويل الذي يمر منذ لحظة الشروع في بناء شقة، وحتى إتمامه. إن وقت البناء المتواصل، الذي يعتبر في إسرائيل طويلا مقارنة بسائر الدول، يؤدي إلى أنه حتى مع ارتفاع معدل الشروع في البناء الذي يفوق الارتفاع بالاقتصاد – يجب أن يمر وقت حتى تؤثر هذه الموجة على الأسعار.
وهناك المزيد من الأمثلة التي تشير إلى أن إسرائيل تتواجد في قمة فقاعة العقارات العالمية. على سبيل المثال، يمكن بسعر شقتين في أحياء هارليم أو بروكلين، شراء شقة واحدة في تل أبيب. وبسعر شقة تتألف من غرفة ونصف في تل أبيب، لا يمكن شراء شقة في وسط لندن، إلا أنه يمكن شراء شقة تتألف من غرفتين في شمالي العاصمة البريطانيّة.
يشيرون أيضًا في بنك إسرائيل إلى أنه توجد في جميع أنحاء العالم اليوم سياسة فائدة مخفضة، ولذلك فإنها تشجع طبعًا في إسرائيل أيضًا، على الاستثمار في العقارات، ما يأتي في بعض الأحيان بأرباح كبيرة حين تكون الفوائد في الاقتصاد منخفضة إلى حد كبير. في يومنا هذا، بموجب ذلك، يستحسن كثيرًا شراء شقة للاستثمار في العالم وكذلك في إسرائيل.