دُهش المارة في مدينة جدة عندما مرت بالقرب منهم مجموعة نساء سعوديات وهن يركبن دراجات هوائيات بقيادة الشابة نديمة أبو عينين. وقد حل الغضب سريعا مكان الدهشة في أوساط رجال الدين والمحافظين ولكن القانون يدعم هؤلاء النساء فليس هناك أي قانون يحظر على النساء السعوديات ركوب الدراجات الهوائية. بالمُقابل، ما زال يحظر القانون على السعوديات قيادة السيارات.
وقائدة الفرقة هي نديمة أبو عينين وهي طالبة ثانوية عمرها 18 عاما فقط. ولكن انضمت إليها سعوديات أخريات وحتى أنها صرحت أنها تنوي إقامة فرقة مهنية وتسجيلها في اتحاد راكبي الدراجات الهوائية السعودي، رغم أن العضوية فيه تقتصر على الرجال فقط في وقتنا هذا.
ولكن راكبات الدراجات الهوائية السعوديات لا يسمحن لمعارضيهن باستخدام حجة التواضع والاحتشام. فهن يحافظن على هذه المعايير ويطلبن بألا تعد النشاطات الرياضية تهديدا بل حقا أساسيا. لهذا بدأن بتحقيق أهدافهن رُوَيدًا رُوَيدًا. فقبل سنة ونصف، بدأن بالتدرب في الشوارع الجانبية واكتسبن خبرة وتجربة. وبعد أن شعرن بأنهن مستعدات للخروج أمام الجمهور، بدأن بركوب الدراجات الهوائية في الشوارع الرئيسية.
https://www.youtube.com/watch?v=vjQQWJBcw8Q&feature=youtu.be
والمثير للدهشة هو أن مَن يرى راكبات الدراجات الهوائية يصاب بالدهشة. ففي كل دولة أخرى، لا تثير مشاهد كهذه دهشة، ولكن قد تثير أية خطوة تعبّر عن حرية النساء السعوديات تهديدا على جدول الأعمال اليومي ومعارضة. تطرقت وسائل الإعلام في إسرائيل إلى الموضوع بتحمس. فكتب الصحفي الإسرائيلي، تسفي بارئيل، عن راكبات الدراجات الهوائية السعوديات في صحيفة “هآرتس” ونعت الخطوة كاتبا “عمل نسائي جريء”.
وأضاف أيضا أن “مدينة جدة السعودية الواقعة على البحر الأحمر هي الموقع الطبيعي الرابع الذي سيشهد ثورات اجتماعيّة. لا يدور الحديث عن ثورات تهدف إلى إسقاط النظام وتغيير القوانين أو جعل نظام الحكم ليبراليا، بل عن ثورات تحظى فيها النساء بالمساواة في الحقوق. ولكن ليس هناك شبه بين ما في وسع الشبان السعوديين في جدة القيام به وبين ما في وسعهم القيام به في الرياض أو مكة”.
هل يمكن لمجموعة الفتيات راكبات الدراجات الهوائية ممارسة هذا النشاط في أماكن عامة في مدن أخرى في السعودية؟ يبدو الآن ربما جدة هي المدينة الوحيدة التي في وسع الشبان السعي لإجراء تغييرات في المجتمَع السعودي المحافظ. ربما في المستقبَل، في أعقاب مساعي السعوديات الرائدات في هذا المجال، تستطيع مجموعات نسائية سعوديّة أخرى ممارسة الرياضة علنا وفتح مجالات أخرى أمامهن لم يسمح لهن بممارستها حتى الآن.