تُزيّن الأوشام – التي كان من الصعب جدًا الكشف عنها في يوم من الأيام في الشرق الأوسط – أجساد المزيد والمزيد من المشاهير العرب والمسلمين في العصر الحديث. يبرز الأمر بشكل أساسيّ في بيروت، العاصمة اللبنانية.
وفقًا للإسلام فإنّ الأوشام الثابتة تعتبر أمرًا محرّمًا، استنادًا إلى الحديث الشهير: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة”.من المعتاد في الإسلام المحافظ اعتبار الأوشام إفسادًا للجسم وتقليدًا لـ “الكفار” من الغرب.
ولذلك، فحتى وقت قصير، لم تكن الأوشام تظهر تقريبًا على أجسام المشاهير من المسلمين، أو العرب عمومًا، وهكذا أيضًا غالبية السكان في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، من ينظر إلى شواطئ الاستحمام في المنطقة، لن يجد الأوشام على أجسام معظم المتشمّسين.
ولكن في السنوات الأخيرة بدأ الأمر، كما ذكرنا، بالتغيّر. من يتتبع صفحات إنستجرام للمطربين، عارضات الأزياء والممثّلين العرب سيجد لدى الكثير منهم وشمًا واحدًا على الأقل، وفي حالات كثيرة أكثر من ذلك. تفتخر هيفاء وهبي، على سبيل المثال، بوشم ضخم من وردة على ساقها، بالإضافة إلى وشم لعين كبيرة تدمع على كتفها الأيمن، وهي لا تتردّد في إظهارها في كلّ فرصة.
ويفتخر المطرب المعروف عمرو دياب بثلاثة أوشام على الأقل على ذراعيه، وأيضًا المطربة إليسا تحمل وشمًا على كتفها، بالإضافة إلى وشم مخفي أكثر أسفل الظهر، والذي ظهر منذ وقت قليل في صورة استفزازية بشكل خاصّ قامت برفعها على إنستجرام بملابس سباحة، ولكنها قرّرت بعد انتقادات حادّة إزالتها. وتفتخر عارضات أزياء أخريات مثل مايا دياب أو نيكول سابا بأوشام كبيرة بشكل خاصّ على أيديهنّ.
وكما يحدث دائمًا، فإنّ المشجّعين يتبعون النجوم في طريقهم، ويبدو أنّ هناك عمل أكثر ممّا مضى لأماكن رسم الأوشام في المنطقة. أصبحت صور الزهور، الحيوانات، النجوم والكلمات المزيّنة مظهرًا أكثر وأكثر شيوعًا على أجساد الشرق أوسطيّين.
وفقًا لموقع “بوابة”، فإنّ الاتجاه الجديد هو أوشام الرأس، حيث يقوم المشاهير في الولايات المتحدة والغرب بتزيين رؤوسهم بأوشام في أماكن مختلفة من الجمجمة، وقريبًا سيغزو هذا الاتجاه العالم العربي.
يعرض موقع جديد يحمل اسم “arabictatoo” صورًا لأوشام باللغة العربية، ويمكن العثور على كل اسم، بدءًا من النصوص الطويلة والعميقة المصحوبة بالرسومات، الخطوط العربية المثيرة والجميلة، وصولا إلى الكلمات المنفردة، الأوشام المضحكة أو الأمور المروّعة.
يبدو أنّه يمكننا القول جازمين أنّ الأوشام قد اخترقت جدار الحماية في الشرق الأوسط، وهي آخذة بالانتشار فحسب.