توطيد العلاقة بين إسرائيل ودول الخليج السُنية، وعلى رأسها السعودية، التي تم التبليغ عنها في الأشهر الأخيرة، تحديدًا، على خلفية المخاوف المشتركة من إيران النووية، يبدو منذ يوم الجمعة الأخير، أنه أكثر تقدمًا من أي وقت مضى.
في مؤتمر الأمن الدولي، في ميونيخ في نهاية الأسبوع، تفاجأ الجمهور الذي شارك في النقاش حول موضوع السلام الإسرائيلي الفلسطيني عند سماع رئيس مخابرات السعودية، الأمير تركي الفيصل، يوجه الإطراءات بشكل واضح ومباشر إلى وزيرة العدل الإسرائيلية والمندوبة عن المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني.
لقد شارك في المؤتمر كل من ليفني، رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات، والمبعوث الأمريكي للمحادثات، مارتين إنديك. حيث أنه دار جدال بين ليفني وعريقات حول مسألة الاعتراف المتبادل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية. ادعت ليفني أن إنهاء النزاع سيكون فقط على أساس دولتَين لشعبَين – دولة الشعب اليهودي ودولة فلسطينية. لقد قالت إن الفلسطينيين قد اختلقوا شرعية لإقامة دولة لهم لأن الشعب اليهودي قد بنى إسرائيل، وسيكون انتهاء النزاع بتفاهم مشترك بأن كل واحدة من الدولتين تشكل حلا قوميًّا بالنسبة لأحد الشعبين.
أشارت ليفني أيضًا، إلى السعر الإقليمي الذي ستضطر إسرائيل على أن تدفعه لقاء هذا الاعتراف، موضحة أهمية الترتيبات الأمنية، والحاجة إلى لضمان عدم تحوّل “الضفة الغربية إلى نسخة أمنية من غزة”. توجه إليها الأمير فيصل من بين الجمهور عندما أنهت حديثها، وقام بخطوة نادرة، عندما مدحها علنًا أمام جميع الحاضرين في المؤتمر على أقوالها الصريحة قائلا: “أنا أعلم السبب وراء كونك ممثلة إسرائيل للمفاوضات”.
قالت له ليفني ردًا على ذلك: “ليتك كنت قادرًا على الجلوس معي على المنصة والتحدث حول ذلك”، وبذلك نوهت إلى رغبة إسرائيل في تحويل التعاون السري الذي يتم مع دول الخليج، حسب ما تأتي به وسائل الإعلام، إلى تعاون علني. صحيح أن المسؤول السعودي لم يلبي الدعوة، لكنه جلس خلال المؤتمر أحيانًّا بجانب رئيس الحكومة الإسرائيلي سابقا، إيهود باراك، وتحدث معه. يشار إلى أن باراك، الذي أشغل منصب وزير الدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، كان من أبرز من دعوا إلى توطيد العلاقات مع دول الخليج.