تقرير أول ومتردّد من الأمم المتحدة بخصوص الهجوم الكيميائي في سوريا. قال المبعوث الخاص للجامعة العربية والأمم المتحدة للشؤون السورية، الأخضر الإبراهيمي، ظهر اليوم (الأربعاء) إنه جرى استخدام “مادة” في الهجوم قبل أسبوع في ريف دمشق، ما أدّى إلى وفاة أكثر من مئة. ورفض الإبراهيمي في إعلانه في المؤتمر الصحفي في جنيف تحديد ماهية “المادة”، أو المسؤول عن نشرها، متجنبًا استخدام التعبير “سلاح كيميائي”.
وعلى خلفية التهديد المتزايد بالهجوم من الغرب، أكّدت الولايات المتحدة وبريطانيا أنه لا شكّ لديهما في أنّ نظام الأسد استخدم سلاحًا كيميائيًّا ضدّ مواطنيه. لكنهما، بالمقابل، يعملان في إطار الأمم المتحدة. وستتوجه بريطانيا اليوم إلى مجلس الأمن، طالبةً منه إقرار قرار يطلب اتخاذ “خطوات لا بدّ منها” لحماية المدنيين السوريين. ويتوقّع أن يُواجه القرار بنقض (فيتو) روسيّ.
في هذه الأثناء، انتشرت في الساعات الأخيرة أنباء في الإعلان الدولي تُفيد بأنّ الهجوم الغربي، إذا جرى على أهداف محدّدة في سوريا ضدّ نظام الأسد، فمن المتوقع أن ينطلق من جزيرة أكروتيري الجنوبية في قبرص.
ويحتفظ سلاح الجو البريطاني في أكروتيري بأكبر قاعدة ثابتة له في البحر المتوسّط. وتبعد هذه القاعدة هوائيًّا عن السواحل السورية في اللاذقية 150 كيلومترًا فقط. ويقدّر خبراء في الأمن والطيران أنّ طائرات سلاح الجو البريطاني ستنطلق من القاعدة في أكروتيري لتنفّذ سلسلة من الهجمات المخطّط لها في سوريا، التي يُتوقّع أن تبدأ مساء غد.
وأخبر طيّارون في رحلات جوية مستأجَرة مرّوا فوق القاعدة بداية الأسبوع الصحافةَ البريطانية بوجود يثير الشكوك لطائرات نقل كبيرة من طراز C-130 وبطائرات مهاجِمة ظهرت فجأةً على راداراتهم، ليس بعيدًا عن السواحل القبرصية.
وقد سارع سلاح الجو البريطاني إلى نفي هذه الأنباء، لكنه أصدر أمس إعلانًا عن مناورة جوية ضخمة ستُنفَّذ في القاعدة خلال الأيام القادمة، ستصل خلالها عشر طائرات حربية متقدمة من طراز تايفون إلى أكروتيري. وأدّى التوقيت “العرَضيّ” للإعلان عن المناورة إلى زيادة اهتمام الإعلام الدولي بالمكان.
ومن الجدير بالذكر أنّه في المرة الماضية التي شاركت فيها بريطانيا بشكل فاعل في عملية عسكرية في الشرق الأوسط، كان لقاعدة أكروتيري دور رئيسي. وقد حدث ذلك في آذار 2011، حين فرض تحالف دولي بقيادة بريطانيا وفرنسا منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وهكذا ساعد المعارضة الليبية على إسقاط نظام معمر القذافي.