قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن المئات قتلوا ومنهم من نفذ فيه إعدام بدون محاكمة بعد أن اجتاح متشددون إسلاميون مدينة الموصل هذا الأسبوع.
وأضاف أن القوات الحكومية العراقية أوقفت أشخاصا عند نقاط تفتيش ومنعتهم من الفرار من الموصل التي سيطر عليها متشددو الدولة الإسلامية في العراق والشام. واليوم بات التنظيم يستخدم نقاط تفتيشه الخاصة في اقتناص كل من هو مرتبط بالحكومة العراقية.
وقال كولفيل في افادة صحفية في جنيف “حجم الخسائر بين المدنيين ليس معروفا بعد ولكن التقارير التي تلقتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق حتى الآن تفيد أن عدد الذين قتلوا في الأيام الأخيرة قد يصل إلى المئات ويقال أن عدد المصابين يقترب من ألف.”
وتابع أن لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق شبكة اتصالات خاصة بها وأجرت مقابلات مع عدد من الذين نزحوا من الموصل وعددهم 500 ألف. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن هناك تقديرات بأن 40 ألفا آخرين نزحوا من مدينتي تكريت وسامراء.
وقال كولفيل “تلقينا تقارير عن إعدامات خارج نطاق القانون لجنود في الجيش العراقي خلال عملية اجتياح الموصل وعن إعدام 17 مدنيا في شارع واحد في مدينة الموصل في 11 يونيو.”
وتابع أنه “كان هناك أيضا إعدام موظف في محكمة في منطقة الدواسة في وسط الموصل وإعدام 12 شخصا في الدواسة يعتقد أنهم يعملون لدى أجهزة الأمن العراقية أو ربما يكونون أفرادا من الشرطة.”
ونسب كولفيل إلى تقارير لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق القول إن “الغالبية العظمى” للمتشددين عراقيون.
وقال كولفيل إن السجناء الذين أفرج عنهم من سجن الموصل خرجوا يسعون للانتقام من المسؤولين عن حبسهم وبعضهم توجه إلى تكريت وقتل سبعة من ضباط السجن هناك.
وأضاف “لدينا أيضا تقارير تفيد أن القوات الحكومية ارتكبت تجاوزات وبخاصة قصف مناطق مدنية في السادس والثامن من يونيو حزيران.. مما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.”
وتابع قوله “هناك مزاعم بأن ما يصل إلى 30 مدنيا قتلوا.”
“تلقينا تقارير مفادها أن القوات الحكومية لم تسمح في لحظة معينة للناس بمغادرة الموصل بينما كانوا يهمون بذلك.. وأعيد الناس في واقع الأمر من نقاط التفتيش الموجودة على أطراف المدينة.”
وفي غضون ذلك، قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن إيران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها المتشددون المسلحون السنة في العراق لدرجة أنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.
وقال المسؤول لرويترز طالبا عدم نشر اسمه إن الفكرة مطروحة للنقاش بين زعماء إيران. ولم يكن لدى المسؤول علم إن كانت الفكرة طرحت مع أطراف أخرى.
ويقول مسؤولون إن إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة لمساعدة حليفها رئيس الوزراء نوري المالكي للتصدي لما تعتبره طهران خطرا كبيرا على استقرار المنطقة. لكن من غير المحتمل أن تدفع الجمهورية الإسلامية بقوات.
وقال المسؤول الإيراني الكبير إن طهران منفتحة على خيار التعاون مع الولايات المتحدة لدعم بغداد.
وقال في إشارة للأحداث الجارية في العراق “بإمكاننا العمل مع الأمريكيين لانهاء أنشطة المسلحين في الشرق الأوسط.”
وأضاف “نتمتع بنفوذ قوي في العراق وسوريا ودول كثيرة أخرى.”