ويزعم الكثيرون في إسرائيل أنّ البطل الحقيقي لحرب غزة (عملية “الجرف الصامد”) في الصيف الأخير، هو القبة الحديدية، والتي بفضل صواريخها الاعتراضية الكثيرة أنقذت حياة الكثيرين. تم اختراع وتطوير القبة الحديدية من قبل رفائيل، وهي الشركة الحكومية الإسرائيلية لتطوير الوسائل القتالية، وتم تحقيق هذا التطوير بفضل تمويل أمريكي واسع.
ورغم التمويل الأمريكي الكبير، فحتى الآن تم استخدام 3% من المعونة الأمريكية للقبة الحديدية مع شركات أمريكية، حيث استخدم غالب المبلغ مع شركات من جميع أنحاء العالم، وخصوصا إسرائيل. ولكن الأمريكيين، الذين حوّلوا منذ العام 2011 مبلغ 703 مليون دولار إلى إسرائيل مقابل تمويل القبة الحديدية، طلبوا تغيير المعطيات ودعم اقتصادهم المحلي.
نُشر هذا الأسبوع أنّ عقد العمل الجديد بقيم 149 مليون دولار قد تم توقيعه بين رفائيل وبين شركة رايثيون الأمريكية، والتي هي كبرى شركان تصنيع الصواريخ والقذائف في العالم، وتقع أيضًا في المركز الرابع في قائمة الشركات الخارجية التي توفر خدمات للإدارة الأمريكية. ستستمر شركة رايثيون في تصنيع أجزاء مهمة للصواريخ الاعتراضية الخاصة بالقبة الحديدية.
والتوجه الجديد سيكون ممكنًا بعد نحو أربعة أشهر من موافقة الحكومة الإسرائيلية على الطلب الأمريكي باستخدام ما يزيد عن نصف المبلغ الذي حوّله الأمريكيون في اتفاقيات مع شركات أمريكية. ومن المرتقب أن يتعزّز هذا الاتجاه والمتوقع أنّ يعود ما لا يقل عن 55% من المبلغ للولايات المتحدة عام 2015.
تعتبر القبة الحديدية منظومة إسرائيلية، تم تطويرها بمساعدة كبيرة من الولايات المتحدة، وهدفها هو اعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها على مدى قصير ومتوسط. بدأت المنظومة بالعمل عام 2011، ولقد أخذت دورًا مهمّا في عمليّتين: عملية “عمود السحاب” في تشرين الثاني عام 2012 وحرب غزة في الصيف الأخير، والتي اعترضت خلالها وفق ما نُشر نحو 578 صاروخًا تم إطلاقها من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
ويُعتبر نجاح القبة الحديدية مذهلا وقد أثارت إعجابًا كبيرًا حول العالم. تملك إسرائيل اليوم نحو 9 بطاريات من القبة الحديدية، وبعد نجاحها من المرتقب في المستقبل أن تكون أكثر. مع توقيع الاتفاق الجديد، مدح لورانس تايلور، رئيس شركة رايثيون، منظومة القبة الحديدية قائلا: “أثبتت القبة الحديدية نفسها عدة مرات باعتبارها منظومة تدافع عن السكان في إسرائيل من الصواريخ والقذائف التي تهبط في إسرائيل”.