يصمّم كل شخص منزله بحسب ذوقه المميز: يختار ما يناسبه من الأثاث، اللون الذي يحبّه للجدران والصور التي تؤثر فيه. ولكن مع ذلك، فمعظمنا لسنا مبدعين أو جريئين إلى درجة كبيرة ونحبّ اعتماد المألوف، المضمون، وما جرّبه الآخرون. ما هي الأشياء التي ستجدونها في كل منزل إسرائيلي؟
نبدأ من غرفة الجلوس وهي المكان الرئيسي في كل منزل إسرائيلي. إذ يحبّ أفراد الأسرة التجمّع عادة فيها في ساعات المساء وما بعدها، أي بعد العمل. توجد فيها بشكل عام أريكة كبيرة وكذلك شاشة وهي الأكثر أهمية في المنزل (بعد الحاسوب النقال بطبيعة الحال) أي يجري الحديث عن شاشة التلفزيون. وبالطبع فاليوم في الواقع يوجد في معظم الغرف في المنزل وفي غرف الأطفال تلفزيون، ولكن لا تزال غرفة الجلوس المكان المثالي للجلسة العائلية، حتى لو كان جميع أفراد الأسرة في الواقع يجلسون ويحدّقون في شاشة هاتفهم النقال أو حاسوبهم النقال.
عادة، ستجدون في غرفة الجلوس العائلية الإسرائيلية أيضا مكتبة صغيرة وعليها مجموعة من الكتب والتي تكون أية علاقة بين محتوياتها هي صدفة تماما، في معظم الأحيان. فتجدون كتب الرحلات، إلى جانب كتب التوراة، كتب الطبخ والكتب الأكثر مبيعا، إنه مزيج ممكن تماما في المكتبة الإسرائيلية. ليس واضحا إذا كان أحد ما قد قرأ هذه الكتب وتأثر فيها كثيرا، أو ينوي قراءتها يوما ما، ولكنها دائما في متناول اليد.
ثمة مكان آخر رئيسي جدا في الحياة اليومية الإسرائيلية وهو المطبخ. فالمطبخ الإسرائيلي مليء بالخزانات العميقة، إذ يحب الإسرائيليون التخزين. فتجدون الكثير من العلب، داخل الثلاجة، في الفريزر، في الخزانات وفي كل مكان. ويكون معظمها فارغا، وذلك لتلبية الحاجة إلى علبة لوضع شيء ما. فهناك علب الأغذية المعلّبة، علب البسكوت الموضوعة على الرخام لكل من يطلبها، علب صغيرة تلائم كل حاجة: لتخزين الشاي، القهوة، السكر. ليست هناك نهاية لتجميع العلب.
شيء آخر يمكن العثور عليه في كل المطبخ الإسرائيلي إلى جانب خزانات الأواني، المقالي والصحون هو خزانة الكؤوس. وفي بعض الأحيان هناك دُرج. هناك، في نفس الخزانة، تكون دوما بين الكؤوس المتنوعة كأس واحدة خاصة بأحد أفراد الأسرة والتي تلقاها في إحدى المناسبات في حياته ويحافظ عليها كذكرى من الماضي باعتبارها هدية مثالية.
هناك في منطقة المطبخ أيضًا عادة طاولة طعام كبيرة والتي حتى وإن لم يتم استخدامها فعلا يوميًّا فدائما يُستحسن وجودها. في الكثير من المنازل الإسرائيلية في السنوات الأخيرة تُصمم الطاولة على شكل جزيرة بينما يكون المطبخ حولها. تستخدم العائلات الإسرائيلية الطاولة عادة لوجبة يوم الجمعة/ السبت وللضيوف. ولكن هناك أيضا من يحرصون على وضع الهواتف الذكية جانبا وتناول وجبة العشاء العائلية حولها يوميًّا.
منذ سنوات طويلة أصبحت أرضية الباركيت أمرا مألوفا في الكثير من المنازل الإسرائيلية بدلا من البلاط. فالباركيت جميل، وثمة ألوان متنوعة ومختلفة منه، وهو ينشئ جوّا أكثر دفئًا في المنزل بدلا من البلاط، بالإضافة إلى أنّ تنظيفه أكثر سهولة.
وفي النهاية، نتطرق إلى غرف النوم. ففي السنوات الأخيرة أضيفَت “فكرة” لغرف النوم الإسرائيلية. إذ يُصمّم الكثير من الإسرائيليين غرف نومهم وغرف نوم أطفالهم بحسب موضوع معيّن. وعندها يتم اختيار جميع الأثاث، السجاد، الأضواء وكل ما في الغرفة في الواقع بحرص بحيث يلائم الموضوع نفسه. فهناك غرفة تهتم بكرة القدم، غرفة تهتم بالبحر وغرفة تهتم بالأميرات وهذا مجرد جزء من الأفكار المتنوعة.
وما هو الشيء الذي لا يمكن العيش دونه؟ المكيّف. مكيّف مركزي، مكيّف في كل غرفة، المهم أن يكون هناك مكيّف من أجل البقاء على قيد الحياة في الصيف الإسرائيلي وكذلك شرفة شمس من أجل التمتّع فيها قليلا أيضًا.