بعملوها بكل العالم وهي قمة الرومانسية وحلم كل بنت صغيرة، وفي الواقع كمان كلّ ولد مثليّ. في منها ضخم ومزدحم، وفي منها صغير ومتواضع أكتر بس غالبها قمة تسكير الصفقة الناجحة، حتى اللي بكونو أقلّ نجاحا عنّا بقولو: “العرس زيّ البطّيخة” ولا مرة بتعرف بالزبط شو أخدت طول ما إنت بعدك مش فاتحها (وأنا بحبّش البطيخ بالمرة…). مرة فكّرت إنو هاي المقولة لعبة كلمات قذرة، بس اليوم، بمثل عمري (حوالي 27 سنة، الله يساعد…) بفهم إنو هاد إشي كتير عميق.
طيب وين كنّا؟ اه، بالأعراس! في منها تقليدي أكتر وفي أقلّ، في منها بتكون العروس لابسة أحمر وفي منها عصريّات بكون فيها عريسين وعروستين من نفس الجنس. نعم، نعم في متل “هدول”. من فجر التاريخ الأعراس هي إشي مفرح، حدث موحّد ومنيح.
بس اليوم، سيداتي وسادتي، اجتمعنا لنحكي عن الأعراس العربية فعشان هيك أطلب منكم الاسترخاء وبدعوكو لرحلة في تفاصيل روح العرس العربي: من طرف العروس في 600 مدعو وهاد قبل ما نعدّ أبناء العمّ البعاد، من طرف العريس 800، بدون الجدّ والجدّة إذا كانوا عايشين طبعا، وإذا لأ، الله يرحمهم.
الأعراس العربية هي قمة تطلّعات الأهالي العرب لإنو من اللحظة اللي بتخلق فيها ببدو يربطوك مع بنات العم، بنات الجيران، بنات صاحبات إمك.. إنت بس اختار…
بس شو بصير لما بتقول لإمك إنك بدك تحديدا ابن صاحبتها العزيزة؟ طبعا في البداية مش راح تفهم عن شو بتحكو وراح تروح تطلب البنت بعد ما تخلص مكياجها وعطرها وبتطلع تمضي على المستقبل الرومانسي لإلكو، لحتى ترجعوها وتفهموها مرة تانية وبحذر إنو كنت تقصدو سامي مش سامية…
بعد ما تنتفض بالبيت مثل المجنونة بتنهار عصبيا بشكل خفيف وبتنام أسبوع بالتخت وبتشعرك بالذنب، وبعد سنين من هضم الخبر إنو ابنها “هومو” (GAY) بيجي التحوّل الأكتر غرابة ممكن نتصوره، وهون يا أصدقائي أنا بحكي عن إمي شخصيا.
كوني هومو، مش بس مقتلش الحلم تبعها بعرس ضخم، بتبيّن الآن إنو هاد كمان خلاني العروس المرتقبة. وعشان هيك في اليوم اللي سألتني بالتلفون “وينتا بدك تتزوّج”؟ جاوبت: “مش حكينا عن هاد الإشي من قبل وشرحتلك إنّي هومو”؟ فهمت وجابتني: “مقصدتش مع وحده، قصدت مع شريك حياتك”! نزل الأسيمون عندي، الثقافة والعادات بتضلّ مقدّسة للأبد. إذا مكنتش بقدر أكون عريس معناه رجاء بالزبط فضي دور العروس: نزّل كم كيلوغرام البس فستان عرس أبيض ومجوهرات ويلا تزوّج!
يمكن هون أنا بخرج بافتراض مفرط إنو كل النساء العربيات هني إمي. بس خلّوني أحذركو مسبقا: يمكن مش اليوم ومش بكرا كمان بس راح ييجي اليوم اللي التصوّر الجنسي فيو راح يتغير في مجتمعنا، إنو تكون هومو أو سحاقية مش راح يكون نهاية العالم، بس متفكروش ولو للحظة إنو هاد راح يعفيكو من الزواج لإنو هون مش بس احنا، هون كل العالم بلاحق الاعتقاد الغاشم إنكو مش راح تكونو مع بعض أبدا إذا معملتوش هاد الإشي أمام عشرات المشاهدين، الأقارب، والمباركات المالية…… أو خروف محشي.