في عام 2016، طرأت زيادة ملحوظة على عدد توجهات الوالدين إلى مركز جمعية “نتيفي ريشت” (“طرق الشبكة”) التي تساعد على التغلب على تأثيرات التعرّض للمواد الإباحية في الإنترنت. نُشرت تقارير في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، توضح أن التوجهات تشهد على زيادة في عدد الأولاد الذين يتعرّضون للمواد الإباحية في الإنترنت، وانخفاض ملحوظ في الجيل الذي يبدأ الأولاد فيه بالتعرض لها، وأن الأولاد قد بدأوا بتجربة ومحاكاة ما يشاهدونه فيها.
رغم أن الوالدين يستخدمون في أجهزة الحواسيب المنزلية برامج لحجب دخول المواقع الإباحية ومواقع ذات محتويات غير ملائمة للأولاد، ما زال الأولاد يتعرضون لمحتويات عبر أجهزة أصدقائهم في المدرسة، وحتى في الروضة أحيانا، لا سيّما عبر الهواتف الذكية وأجهزة التابليت المختلفة. باتت قدرة الوالدين على متابعة المحتويات التي يتعرض لها أولادهم أقل بشكل ملحوظ، وهكذا أصبح يشاهد المزيد من الأولاد المواد الإباحية أثناء أوقات الفراغ، وحتى أنهم أضحوا مدمنين على مشاهدتها.
هناك ظواهر أخرى ترافق مشاهدة الأفلام الإباحية وهي تجربة محاكاة السلوكيات في الأفلام الإباحية، وتحدث أحيانا بين الإخوة أو الأصدقاء. تم الإبلاغ عن حالات دعا فيها الأولاد أصدقائهم للمشاركة في “حفل مشاهدة مواد إباحية”، إذ يجلس جميع الأولاد المشاركين معا ويشاهدون مواد إباحية.
“إن مشاهدة الأولاد للمواد الإباحية تشوّه المفهوم الجنسي لديهم وتلحق ضررا بتطورهم. يزداد حب الاستطلاع في سن المراهقة، ويدفع الانشغال في المجال الجنسي المراهقين نحو البحث عن معلومات في الإنترنت، وهكذا يتعرضون أكثر لمحتويات جنسيّة مشوهة”، كُتِب في موقع الجمعية.
الأولاد الذين يتصفحون الإنترنت يدخلون عالما لا حدود فيه ويغرقون فيه دون أن يعرف والدوهم ذلك. يؤدي تعرض الأولاد للمواد الإباحية إلى تشويه بين العالم الافتراضي والواقعي، وهكذا في سن صغيرة جدا يبدأون بتقليد ما يشاهدونه.
بالمقابل، أجريت مقابلة مع أخصائية نفسية خبيرة تعمل في مجال الأولاد المتضررين جنسيا منذ 26 عاما بهدف كتابة المقال في صحيفة “يديعوت أحرونوت” وقالت إنه “من المهم الإشارة إلى أن ليس كل ولد يتعرض للمواد الإباحية يصبح عنيفا جنسيّا وليس كل ولد يتحرش جنسيّا يقوم بذلك بسب التعرّض للمواد الإباحية. عندما يكون الولد أصغر سنا، أعتقد أنه قد تعرّض لحالة معينة، ولكن لا يتحرش جنسيا دائما بدافع تقليد الآخرين. يتحرش الأولاد بالآخرين جنسيّا لعدة أسباب، لا سيّما بسبب الدمج بينها. لا يغتصب الولد الآخرين لأنه شاهد فيلما إباحيا”.
ما الذي يمكن القيام به؟ وفق أقوال مدير عامّ الجمعية، يدور الحديث عن مشكلة ثلاثية: “لدى الأولاد الكثير من أوقات الفراغ التي تلحق بهم ضررا تطوريا، صحيا، ونفسيا؛ تطور غير سليم للتواصل بين الشخصي – أصبح الأولاد يقضون أوقات مع بعضهم أقل ويتواصلون أكثر عبر الشاشات والمواد الضارة التي يتعرضون لها.
إن التربية منذ سن صغيرة، مشاركة الوالدين أكثر، وإجراء محادثات مفتوحة مع الأولاد حول مشاعرهم قد تساعد على منع التعرض للمواد الإباحية، وعلى الكشف المسبق عن المحتويات التي يتعرض لها الأولاد.