شيئًا فشيئًا، تتعزز التقديرات التي تقول إن من أعطى أمرًا بتوجيه الغارة في هضبة الجولان السورية والتي قُتل خلالها جهاد مُغنية والجنرال الإيراني علي الله دادي، كان يعرف بوجود الإيراني مع مُغنية وكان الاغتيال مقصودًا.
قدّر اليوم محلل صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئيل، أن التقرير الذي نشرته وكالة رويترز، والذي جاء فيه أن إسرائيل تنفي أنها كانت تقصد فعلا اغتيال الله دادي، ليس مُقنعًا.
في هذه الأثناء، تم الكشف عن تفاصيل أُخرى تتعلق بالدور الذي كان يلعبه مُغنية في هضبة الجولان والمتمثل بإنشاء شبكة عسكرية، كان يُفترض أن تُهاجم إسرائيل بعيدًا عن نشاطات حزب الله القائمة. هكذا كان حزب الله سيوجه ضربات لإسرائيل بشكل نوعي، دون التعرّض لخطر ردة فعل إسرائيلية كبيرة تقود لحرب، كما حدث في صيف 2006.
وكما ذُكر آنفًا، وجهت العديد من الجهات، عام 2006، وعلى رأسها قوى 14 آذار، نقدًا لاذعًا لحزب الله الذي جر لبنان بأكمله إلى حرب دامية. تم تعيين مُغنية، نظرًا لخوف حزب الله من انتقادات كهذه، ليقوم بتوجيه ضربات ضد إسرائيل من الحدود السورية، بشكل لا يقود إلى رد مُباشر.
كان مُغنية، وفقًا لتقرير “هآرتس”، يترأس قوة مكوّنة من عشرات المقاتلين، الذين تم تجنيدهم واختيارهم بشكل استثنائي لتشكيل الوحدة التي يقودها. ومن ثم تلقوا تدريبات مُكثّفة على يد مُدربين إيرانيين ولبنانيين وتخصصوا بزرع وتفجير العبوات الناسفة، إطلاق القذائف، إطلاق صواريخ مُضادة دبابات وكذلك بالعمليات التسللية إلى البلدات الإسرائيلية.
كان دور الجنرال الإيراني الذي كان برفقته، على ما يبدو، فقط مجرد ضابط اتصال، الذي يوجه ويرافق المجموعة الجديدة، كممثل عن الحرس الجمهوري الإيراني.
لا يزال، إلى جانب ذلك، الجدل في إسرائيل، حول توقيت عملية اغتيال مُغنية والله دادي، مُحتدمًا. ادعى هرئيل أن قرار العملية كان يجب أن يصدر عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، ووزير الدفاع يعلون.
وهو لا يستبعد أبدًا أن التصديق على العملية كان مثار خلاف. تم التلميح أيضًا، في مقالة هيئة التحرير في “هآرتس، إلى أن اعتبارات الانتخابات في إسرائيل هي التي أدت بنتنياهو لإصدار الأمر بشن الهجوم داخل الأراضي السورية.