انعدام التسامح: السلطات الإيرانية غير متحمّسة لرؤية الأشخاص الذين يحاولون كسر النظام الجامد في المجتمع الإيراني وتلقي القبض على الكثير من الشباب الذين قرّروا بخطوة ساذجة أن ينشروا القليل من الفرح في شوارع طهران.
اعتقلت أمس الشرطة الأخلاقية الإيرانية ثمانية شبان مدعية أنّهم تجرأوا على نشر فيلم فيديو قصير مدته أربع دقائق، يظهرون فيه وهم يرقصون على سماع أغنية المطرب الأمريكي Pharell. نجحت الأغنية التي تدعى “Happy”، فرح، في أن تنتشر في جميع أنحاء العالم نظرًا لرسالة السلام والفرح التي تحاول نشرها.
فكّر الإيرانيون الشباب أيضًا في القيام بنفس الأمر، وقاموا بتصوير نسخة خاصّة بهم. تصوّر سبعة رجال وامرأة واحدة في الفيلم وبعد ذلك تم رفعه للشبكة وحظي بأكثر من 30000 مشاهدة خلال أربعة أيام. وفورًا، قامت سلطات الأخلاق الإيرانية بحظر المحتوى من الشبكة، ولكن نجح الكثير من الإيرانيين في الحفاظ على نسخ منه لنشره مجدّدًا في الشبكة.
الفيديو الرسمي لـ Pharell
لم تكتف الشرطة الإيرانية بذلك واعتقلت أمس ناشري الفيلم بل وطلبت منهم الاعتراف علنًا، من خلال مقابلة تلفزيونية حكومية، بأنّ هذا الفعل يعتبر غير أخلاقي بسبب رقص الفتيان والفتيات سويّة. “اعترف” الناشرون والراقصون في المقابلة بأنّهم “ضُلّلوا” وأنّ الفيديو معدّ للاستخدام الشخصي فقط.
تم بث فيديو التحقيق التبادلي للشرطة مع الشبّان في التلفزيون الإيراني الرسمي
https://www.youtube.com/watch?v=N5jyIR3NdjE
في وقت سابق في الأسبوع الماضي، نُقلت عن الرئيس الإيراني روحاني أقواله وهو يثني على الإنترنت وأهميته. بل تم رفع بعض العبارات من افتتاحية خطابه في حسابه على تويتر.
رغم أنّ هناك حساب فعال في الشبكة الاجتماعية تويتر للكثير من السياسيين ورجال “الثورة الإسلامية”، إلا أنّ إمكانية الوصول إلى الشبكة محظورة بشكلٍ رسميّ في إيران. وقد أعرب الكثير من الإيرانيّين عن غضبهم للاعتقال والاستجواب المخجل الذي قامت به الشرطة مع الشبّان بواسطة المقابلة التلفزيونية “المفبركة”، وشكّلوا بأنفسهم مجموعة في تويتر اسمها #Free Happy Iranians كدعم لنضال هؤلاء الشبّان.
رابط إلى الفيديو الذي تمّ تصويره من قبل هؤلاء الشبّان في إيران
https://www.youtube.com/watch?v=tg5qdIxVcz8&feature=youtu.be