يجتمع اليوم، الأحد، المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية للمرة الأولى منذ وقت طويل، من أجل مناقشة قضية جثتَي الجنديَين الإسرائيليين المحتجزتين لدى حركة حماس. ومن المتوقع أن تُدرس في الجلسة خطوات لممارسة ضغوط على حماس، ومن بينها خيار تشديد أوضاع أسرى حماس في السجون الإسرائيلية.
اختُطف الجنديان أورون شاؤول وهدار غولدين وقُتلا خلال وقف إطلاق النار في القتال في غزة بين الجيش الإسرائيلي وحماس في صيف 2014. قدّر الجيش أنّهما ليسا من بين الأحياء، وقرر أنّهما معرّفَان كشهداء ليس معروفا مكان دفنهما.
على عكس جلعاد شاليط – دون تنازلات، مع ممارسة ضغوط على حماس
وجهت أسرتا الجنديَين انتقادات على السلوك السياسي الإسرائيلي تجاه حماس حول موضوع إعادة ابنيهما. “لا تفعل الحكومة شيئا لإعادة ابنينا. طال الانتظار”، كما قال والد الجندي هدار غولدين، الذي جثّته محتجزة لدى حماس منذ أكثر من عامين.
ولكن هذه المرة، بخلاف الحملة الشعبية الإسرائيلية لإعادة الجندي جلعاد شاليط من أسر حماس قبل عقد، فإنّ أسرتي الجنديَين تضغطان على نتنياهو بألا يبدي أية تنازلات مقابل حماس، وإنما أن يكون موقفه صارما أكثر. “يجب ممارسة الضغوط على حماس”، كما قال والد غولدين بحزم، “من أجل أن يصبح احتجاز الجنديَين عبئا بدلا من مكسب”.
في هذا السياق أشار والد غولدين إلى اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، التي تعتبر حليفة مقرّبة من حماس، كتراجع ثقة العائلتين بالقيادة الإسرائيلية. قال والد الجندي المفقود إنّ غياب الطلب من تركيا العمل على إعادة الجثتين في إطار اتفاق هو تفويت للفرصة. “طالبنا أن يتضمن اتفاق تقديم تسهيلات إنسانية في غزة اشتراطا إسرائيليا، وهو إعادة الجنديَين”.
هناك مطالبات أخرى لأسرتي الجنديَين المفقودين وهي أنّه طالما أن حماس لم ترجع جثّتي هدار غولدين وأورون شاؤول، فإنّ إسرائيل لن ترجع جثث منفّذي العمليات إلى أسرهم، ستكون أوضاع أسرى حماس في السجون الإسرائيلية صارمة أكثر، ولن توفّر المواد لإعادة إعمار غزة. بالنسبة للأسر، فحقيقة أنّ إسرائيل لا تمارس تلك الضغوط تجاه حماس، تشير إلى سلوك خاضع.
محاولات الحرب النفسية لدى حماس
على ضوء الاهتمام الشعبي الإسرائيلي والمشاعر المرتبطة بمصير الجنديَين، تستغل حماس الفرصة للضغط على الوتر الحساس محاولة إثارة ضغوط شعبية ضد نتنياهو ليتخذ خطوات لإعادة الجثتَين.
بمناسبة عيد ميلاد أورون شاؤول الذي حلّ في الأسبوع الماضي، أطلقت حماس مقطع فيديو بالعبرية يهدف إلى نقل رسالة إلى أسرتَي الجنديين والشعب الإسرائيلي، تتضمن تلميحا كاذبا عن احتمال أن يكون الجندي لا يزال حيّا. اختارت الكثير من وسائل الإعلام والصحف في إسرائيل عدم نشر مقطع الفيديو المتلاعِب منعا من أن تحقق حماس هدفها.