فحص استطلاع أجرته جمعية “عيمق شافيه” (وهي منظمة تعمل من أجل حقوق الحضارة والتراث والحفاظ على مواقع قديمة تشكل ثروة جماهيرية وتكافح ضد استخدام البقايا الأثرية كوسيلة سياسية في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين) في أوساط 500 من المستطلعة آراؤهم حول موقف السكان اليهود والعرب في البلاد فيما يتعلق بالأقصى.
في إطار الاستطلاع، طُلب من عرب القدس الشرقية أن يختاروا الموضوع الأكثر مقلقا لهم. أجاب معظم المستطلَعة آراؤهم (67%) أن وصول اليهود إلى الحرم القدسي الشريف يقلقهم. وأجاب 44% أن الحفريات الأثرية في المدينة القديمة، بما في ذلك الأنفاق وقرية سلوان، هي أكثر ما يقلقهم. بالمُقابل، فإن 30% فقط من عرب القدس قلقون من نقص الاستثمار في البنى التحتية في القدس الشرقية.
وفق جمعية “عيمق شافيه” تكشف النتائج أن التوجه الذي يقضي أن المشاكل المركزية التي يعاني منها سكان القدس الشرقية ستُحل في حال توفرت لديهم ظروف معيشة أفضل، لا تظهر في الاستطلاع.
وفي السياق ذاته، فإن 60% من العرب المستطلعة آراؤهم أجابوا أنهم يعتقدون أن الحفريات الأثرية تمس بجودة حياتهم. قال 26% إن الحفريات تشكل خطرا على المباني والجدران وفق اعتقادهم. أجاب 25% آخرين أن الحفريات تمس بالبنى التحتية الإسلامية والتاريخية في المدينة القديمة. وفي النهاية، أجاب 17% أن الحفريات الأثرية تعرّض المسجد الأقصى إلى خطر الهدم.
وقد فحصت الجمعية بعد الاستطلاع الفرق بين وجهة نظر اليهود حول الأقصى (جبل الهيكل وفق التسمية اليهودية) وبين وجهة نظر السكان العرب. 52% من اليهود في إسرائيل يعرفون الأقصى على أنه مكان مقدس. في المقابل، يُعرّف 57% أيضا من عرب إسرائيل عامّةً الحرم القدسي الشريف على أنه مقدس. وعلى الرغم من ذلك، أجاب سكان القدس الشرقية العرب بشكل خاص، بأكثرية ساحقة، نسبتها 90%، أن الأقصى مكان مقدس.
وقد صنف مجرو الاستطلاع مواقف السكان اليهود حول الأقصى (أو جبل الهيكل وفق التسمية اليهودية)، إلى مستويات دينية مختلفة. يتضح من الاستطلاع أن 25% من العلمانيين يعتقدون أن جبل الهيكل مكان مقدس، في حين يعتقد 49% أنه موقع تاريخي، ويعتقد 14% أنه موقع وطني. ولكن وجهة نظر السكان التقليدين في البلاد تختلف تماما: يعتقد 67% أن جبل الهيكل مقدس، ويعتقد 22% أنه موقع تاريخي، وبينما يعتقد 8% فقط أنه موقع وطني.
والآراء واضحة تماما بين أوساط السكان المتديينين في إسرائيل، حيث أن 93% من المتديينين يعتقدون أن جبل الهيكل هو مكان مقدس بخلاف 4% الذين يعتقدون أنه موقع تاريخي ويعتقد 2% أنه موقع وطني. في المقابل، يعتقد 97% من الحاريدييم أنه موقع مقدس ولا يراه أحد كموقع تاريخ أو وطني.
وصنفت الجمعية أيضا وجهة النظر حول جبل الهيكل بموجب المعسكر السياسي، ووجدت أن 75% في اليمين يعتقدون أن جبل الهيكل موقع مقدس، في حين يعتقد ذلك 11% من اليسار. أشار معظم اليساريين في البلاد (61%) إلى أن الحديث يدور عن موقع تاريخي وفق اعتقادهم.
وعندما طُرح السؤال حول الهدف من الحفريات الأثرية في جبل الهيكل، أجاب معظم عرب إسرائيل ولا سيما العرب في القدس الشرقية إن هدفها هو المس بالتاريخ الإسلامي. أجاب 57% من عرب القدس الشرقية أن الحفريات تهدف إلى حذف الشهادات حول الماضي الإسلامي، وأجاب 53% أنه يعتقدون أنها تهدف إلى تعزيز السيطرة اليهودية على القدس.
إن موقف عرب القدس الشرقية، أقل اعتدالا مقارنة بموقف عرب إسرائيل. أجاب 45% أن الحفريات تهدف إلى حذف الشهادات حول الماضي الإسلامي في المدينة، وأجاب 21% أنها تهدف إلى “تعزيز التمسك اليهودي بالقدس”.
في المقابل، أجابت فئات سكانية يهودية في البلاد عن هذا السؤال إجابات مختلفة تماما. يعتقد 80.5% من اليهود في إسرائيل أن الهدف من وراء الحفريات هو العثور على شهادات تاريخية حول الحياة في المدينة حول كل من سكن في المدينة على مدى فترات مختلفة، و يعتقد 36% من اليهود أنها تهدف إلى تشجيع السياح وجذبهم، ويوافق 34% من عرب إسرائيل على أنها تهدف إلى تعزيز السيطرة اليهودية على القدس ولكن من دون إلغاء الماضي الإسلامي.