ارتفاعُ حادّ في الهجمات القوميّة في القدس الشرقية – هذا ما تكشفه المُعطَيات التي تُنشَر اليوم في محطة الإذاعة الإسرائيلية (إذاعة الجيش). وفق المعطيات التي جمعتها شركات الحماية الخاصّة المؤتمَنة على أمن السكّان اليهود شرقيّ المدينة – لا سيّما في أحياء جبل الزيتون، سلوان، والبلدة القديمة – في شهر آذار الماضي، حدَث 157 هُجومًا شمل رمي الحجارة، الصُّخور، والزجاجات الحارقة.
هذه ذُروَة لم يحدُث مثلُها منذ أربعة أشهر في هجمات على السكّان اليهود. وفق المعطيات، في شهر شباط حدثت 150 حادثة، في كانون الثاني جرت 120 حادثة، وفي شهر كانون الأول نحو 140. كذلك في الأشهُر التي سبقت، على مَدى الأشهر الثمانية عشَر التي مرّت، لم يهبط عدد الهجمات عن نحو 80 كلّ شهر.
وضع حماية سكّان القدس الشرقية اليهود الذين يعيشون داخل أحياءٍ عربيّة حسّاس جدًّا، حيث إنّ شركات حماية خاصّة، لا الشرطة الإسرائيلية، مسؤولة بشكلٍ مباشرٍ عن أمنهم. فقد حوّل قرار للشرطة الإسرائيلية معالجة هذه الشؤون إلى الشركات الخاصّة.
في هذه الأثناء، يبدو أنّ الوضع في الضفة الغربية كلّها يسخُن رويدًا رويدًا. فيوم الخميس، قُتل فلسطينيّان في تظاهُرات جرت إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية. وبعد صلوات يوم الجمعة الماضي، أُبلغ عن اضطرابات وتظاهُرات عنيفة في عدّة مراكز في القُدس وفي الحواجز التي تفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية.
يتّفق المراسِلون الذين يغطوّن الأوضاع أنّه تمكن مُلاحَظة تصعيد تدريجي في المنطقة في السنة الماضية. فيوم الجمعة، هوجم صحفيّ إسرائيلي خلال تظاهُرة قرب حاجز بيتونيا، وأنقذته في اللحظات الأخيرة القوى الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. يبدو أنّ هذه جمرات هامسة لا تحظى بتغطية جديّة في وسائل الإعلام الكبرى، لكنّ بإمكانها أن تُشعل المنطقة في أية لحظة في حال نشوب أيّ حريق.