لا يمكن في هذه الأيام تجاهل المهاجرين السوريين الذين يدقون أبواب الدول الأوروبية. يهربون من أتون الحرب في بلادهم الممزقة، بكل الطرق المُتاحة، طامحين إلى حياة أفضل في دول أوروبا، ويصل بعضهم إلى دول أبعد مثل الولايات المُتحدة وكندا ويتوسلون للحصول على مكانة “لاجىء” قانوني والحصول على الحماية من الرعب الذي تعيشه عائلاتهم على الأراضي السورية المستعرة.
لا يمكن أبدًا تجاهل الصور القاسية للاجئين المُتناثرين على سكك القطارات في أرجاء أوروبا والذين يتم جرهم من قبل قوات الأمن المحلية، صور العلامات على أيدي الأطفال وأرقامهم، القطارات الممتلئة بالعائلات البائسة، تلك العائلات التي حملت معها حقيبة صغيرة فيها كل حياتها. ستبقى صورة الطفل إيلان، الذي قضى غرقًا في بودروم وهو بطريقه إلى اليونان، محفورة في ذاكرة الإنسانية إلى الأبد، رمزًا للاحتراب المتواصل، الوحدة والموت البشع.
تحاول المستشارة الألمانية ودول أوروبية أخرى، من بينها بريطانيا، إيجاد حل للأزمة واستيعاب عدد قليل جدًا من أولئك المهاجرين. أدت الأسئلة المُتعلقة بالعالم العربي، الذي أبدت غالبية دوله استعدادها فقط لاستقبال طالبي العمل، إلى هبوب عاصفة من الانتقادات البارحة (الأحد)، على صفحات الصحف وكل الوسائل الإعلامية وتساءلت: “لماذا لا تفعل الدول العربية شيئًا؟”
لقد وجدنا بارقة أمل من بين كل رُكام هذا البؤس. فتبحث الإنسانية عمومًا عن شعاع نور بسيط في آخر النفق يُعطي لنا الأمل لنستمر في الحياة.
وقد جاء هذا الأمل على يد رجل جلب الآيفون وشركة أبل إلى هذا العالم. لمن لا يعرف ستيف بول جوبز (1955 – 2011)، مؤسس أبل، فنعلمه أنه أمريكي من أصل سوري. وهو يُعتبر أول مُدير عام لشركة أبل، تاريخيًا، وواحدًا من رواد الحواسيب الشخصية.
توفي جوبز في عام 2011 بعد صراع مع مرض السرطان، جوبز هو ابن جوان كارول شيبل، أمريكية من أصول ألمانية ووالده عبد الفتاح جون جندلي، طالب ومُعلم من أصل سوري مسلم، وولد في سان فرانسيسكو؛ كاليفورنيا، في الولايات المُتحدة.
واضح لنا أن شحصية جوبز ونجاحه بين المُهاجرين السوريين، لا يمكنها أن تداوي جراح وآلام ملايين السوريين اللاجئين والمُهجرين عن بيوتهم ولكنها بارقة أمل إنسانية تُشير إلى قدرة الناس على البحث عن أمل تحت رُكام اليأس.