يتعرض منظمو مراسم ذكرى الضحايا الإسرائيلية – الفلسطينية المشتركة إلى الانتقادات دائمًا، ولكن ربما لم يتعرضوا خلال الإثنتي عشرة عاما منذ إقامة الذكرى السنوية إلى صعوبة كثيرة مثل هذا العام. عُقدت أمس (الأحد) ذكرى الضحايا المشتركة للعائلات الثكلى من الفلسطينيين والإسرائيليين كما هو متبع في تل أبيب، وذلك رغم الصعوبات الكثيرة التي تعرضت لها في هذا العام.
افتُتحت ذكرى الضحايا بعرض أفلام فيديو من قبل الفلسطينيين الذين أرادوا أن يعربوا أمام الحضور عن رغبتهم في المشاركة في الذكرى والتضامن مع الرسائل التي تنقلها. بخلاف السنوات الماضية التي أعطيت فيها تصاريح دخول كثيرة للفلسطينيين من الضفة الغربية الذين أرادوا المشاركة في الذكرى، فقد علم منظمو مراسم الذكرى قبل أيّام معدودة من إجرائها أنه لم تتم المصادقة على دخول مئات الفلسطينيين إلى إسرائيل للمشاركة فيها. جاء ذلك في أعقاب عملية الطعن التي نفذها قبل أسبوع فلسطيني عمره 18 عاما في تل أبيب مستغلا تصريح الدخول إلى إسرائيل الذي حصل عليه للمشاركة في النشاطات التي تجريها الجمعية لدفع السلام قدما.
كذلك تعرض نشطاء إسرائيليّون نظموا مراسم الذكرى بالتعاون مع زملائهم الفلسطينيين لتهديدات كثيرة من قبل نشطاء اليمين الإسرائيليين وحتى أن جزءا منهم قدم شكوى في الشرطة. ادعى معارضو إجراء الذكرى، من بين ادعاءات أخرى، أن إقامتها تشكل “احتقارا ليوم الحزن الوطني الإسرائيلي”. حتى أنه أقام عشرات الأشخاص مظاهرة خارج القاعة المعدة لإحياء الذكرى.
رغم ذلك، شارك أكثر من 4000 شخص في الذكرى في تل أبيب بعد أن علموا عن إقامتها، وأقام نحو 400 إسرائيليّ وفلسطيني آخرين ذكرى أخرى في بيت جالا في الضفة الغربية، لعدم السماح بدخولهم إلى إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، شاهد أكثر من 15 ألف مشاهد البث الحي في أنحاء العالم.
https://www.facebook.com/cforpeace/videos/1702402716439957/
قال أحد منظمي المراسم، جميل قصاص، عن سبب مشاركته في مراسم الذكرى المشتركة. “عندما عملت في القدس، سمع مدير العمل الإسرائيلي أن فقدت أخي وأراد أن يعرف قصتي. فبينما كنت أرويها انتبهت إلى أن الدموع كانت تذرف من عينيه فصدمتُ. لم أصدق أن شخصا ما في الجانب الآخر يعترف بألمي”. يقول قصاص إنه فخور كونه فلسطينيا يعيش في الضفة الغربية ويشارك في هذه النشاطات. “هذه هي الطريقة الصحيحة لإنهاء الكراهية والقتل بين الشعبَين. خاض الإسرائيليون والفلسطينيون حروب كثيرة دون نجاح”.
أضافت أم ثكلى إسرائيلية قائلة إنها تعتقد أن المراسم المشتركة “تشكل مصدر أمل، دون ذرف دموع التمساح مثل السياسيين. فهذه النشاطات تهدف إلى وقف القتل. فعند رؤية أشخاص غير متوقعين يصعدون على المنصة يدب الأمل في القلوب. وأراد منظمو الذكرى التأكيد في تلك الأمسية إضافة إلى الألم، الغضب، واليأس على الأمل في مستقبل أفضل، لا يتم فيه حصد أرواح أبناء كلا الشعبَين بسبب النزاع.
لا تموّل أية جهة رسمية المراسم، بل تموّل من أموال التبرعات وبالتعاون مع منظمتين “مقاتلون من أجل السلام” و “منتدى العائلات الثكلى”.
لمشاهدة المراسم التي عُقدت أمس بأكملها اضغطوا هنا.