وكانت هذه الاشتباكات أشد أعمال عنف عبر حدود القطاع منذ حرب غزة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2012. غير أن الخسائر كانت طفيفة إذ أبقت أمطار الشتاء الناس في منازلهم بينما أسقطت الدرع الصاروخية المسماة القبة الحديدية بعضا من الصواريخ الفلسطينية. وأصابت معظم الغارات الإسرائيلية منشآت غير مأهولة للنشطاء.
وأبقت حركة المقاومة الإسلامية حماس مقاتليها أيضا بعيدا عن هذا المعترك حتى الآن.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران والتي تنشط في بعض الأحيان بمعزل عن حركة حماس الحاكمة في غزة بدأت الاشتباكات بإطلاق زخات من الصواريخ يوم الأربعاء بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة من مقاتليها في اليوم السابق.
وأعلن خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بعد ظهر الخميس عن استئناف التهدئة التي تم الاتفاق عليها في نوفمبر تشرين الثاني 2012 منهية حربا استمرت ثمانية أيام بين إسرائيل وجماعات فلسطينية في غزة شريطة أن يمتثل بها الإسرائيليون أيضا.
وقال البطش في تعليق على موقعه على فيسبوك “بعد جهود واتصالات مصرية حثيثة تم تثبيت التهدئة وفقا لتفاهمات 2012 التي تمت في القاهرة برعاية مصرية كريمة… شرط أن يلتزم العدو بتفاهمات التهدئة وعدم خرقه للاتفاق.”
وفي خلال ساعات قالت لجان المقاومة الشعبية -وهي جماعة منشقة في غزة- أنها أطلقت ثمانية صواريخ على إسرائيل. وسقطت اربعة على الأقل منها في أماكن فضاء وقال الجيش الإسرائيلي إن الدرع الصاروخية المسماة القبة الحديدية أسقطت إحد الصواريخ الفلسطينية.
وقال الجيش إن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت بعد ذلك معسكرا للجان المقاومة الشعبية في جنوب غزة و”ثلاثة مواقع إرهابية أخرى” إلى الشمال منها.
ولم ترد على الفور انباء عن وقوع أي إصابات.
وصباح الخميس قبل إعلان الجهاد الإسلامي عن التهدئة التي توسطت فيها مصر أصيب ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية.
ويوم الأربعاء نفذ الجيش الإسرائيلي 29 ضربة جوية وأطلق قذائف الدبابات على أهداف للنشطاء في القطاع بعد أن أطلقت حركة الجهاد الإسلامي 60 صاروخا باتجاه إسرائيل. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية على جانبي الحدود يوم الأربعاء.
ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي المتشدد أفيجدور ليبرمان إلى إعادة احتلال قطاع غزة وسحق حركة حماس وهي خطوة غير مرجحة حيث رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنبرة متحفظة.
ودعا ليبرمان الشريك المتشدد في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي إسرائيل إلى إعادة احتلال غزة التي انسحبت منها في عام 2005 عقب احتلال دام 38 عاما.
وقال ليبرمان على فيسبوك “الحل الوحيد لحالة الدائرة المفرغة من الإرهاب هي إعادة احتلال غزة وتنظيف البؤر هناك.” وتابع أن الوقت موات لذلك لأن الحكومة المصرية تحكم قبضتها على حدود مصر مع غزة وتتجنب التعامل مع حماس.
وقال نتنياهو في بيان إن اسرائيل “سترد بقوة أشد” على كل من يحاول تعكير الاحتفالات بعطلة البوريم اليهودية الذي يحل بعد أيام.
ولم تصدر إسرائيل أي تصريح بشأن إعلان الجهاد الإسلامي عن التهدئة لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الإسرائيلية قال في وقت سابق يوم الخميس إنه يتوقع انتهاء القتال عما قريب.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن حركة حماس التي تحكم غزة لم تشارك في الهجمات الصاروخية في مؤشر على أنها كانت تأمل في تجنب توسيع الصراع.
لكن المصادر قالت أيضا إن حماس لم تتحرك على الفور لمحاولة وقف إطلاق الصواريخ خوفا فيما يبدو من ان ينظر إليها الفلسطينيون على انها أقل التزاما من الجهاد الاسلامي بمواجهة اسرائيل.
وللجهاد الإسلامي صلات قوية بإيران وهو ثاني أكبر فصيل في قطاع غزة. وبين الجماعات الأصغر حجما من هو متحالف مع القاعدة.
وفي الأسبوع الماضي اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة في البحر الأحمر. وقال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت تنقل صواريخ متطورة إلى غزة وعلى الأرجح إلى الجهاد الإسلامي.