يبدو أنه رغم كل التوقعات، فإن المحادثات للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس آخذ بالتقدم. سُتجرى اليوم الثلاثاء في القاهرة محادثات بين قادة حماس وبين الفصائل الفلسطينية. ويتوقع أن يلقي أبو مازن، غدا الأربعاء، خطابا، يمكن نعرف بعده معلومات أكثر حول إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق بين فتح وحماس حقا، وفي هذه الأثناء تشهد المناطق هدوءا، وستُجرى اليوم تقديرات للوضع بعد السماح، على ما يبدو، بدخول المزيد من البضائع إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم. رغم هذا، كما هو معروف، فإن العلاقات بين كلا الجانبين هشة، وليست هناك اتفاقات نهائية.
قال مراسل القناة العاشرة، باراك ربيد، أمس الإثنين،، إنه وفق التقارير، سافر نتنياهو بتاريخ 22 أيار مع عدد صغير من المستشارين والحراس الأمنيين، إلى مصر وقضوا فيها بضع ساعات عائدين إلى إسرائيل في ساعة متأخرة من الليل. كانت الزيارة سرية، ولم يعرف بها معظم أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.
وفق أقوال المسؤولين الأمريكيين، تباحث نتنياهو والسيسي معا، واهتمت مصر تحديدا بالتوصل إلى تسوية سياسية في قطاع غزة تتضمن سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع، وقف إطلاق النار، التخفيف الإسرائيلي والمصري من الحصار المفروض على غزة، ودفع تأهيل البنى التحتيّة الهامة في غزة قدما. كما تباحث نتنياهو والسيسي معا في التوصل إلى حل لقضية جثامين الجنود والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة. كما طُرح في اللقاء برنامج السلام الأمريكي الاستثنائي، الذي يرغب البيت الأبيض في عرضه منذ وقت.
خلال اللقاء، أكد السيسي لنتنياهو أن الحل للوضع في غزة يجب أن يتم من خلال سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع ثانية، وتحمل مسؤولية إدارة القطاع بدلا من حماس – حتى إذا حدثت هذه الخطوة تدريجيا ودون المطالبة بنزع الأسلحة الثقيلة في القطاع كشرط مسبق. أراد الرئيس المصري نقل رسالة تفيد أن على إسرائيل، الدول العربية، والمجتمع الدولي ممارسة ضغط على أبو مازن لتحمل مسؤولية إدارة غزة، رغم عدم رغبته في ذلك.
يجدر الانتباه إلى أن التحدي الذي يقف أمام نتنياهو هو داخل الحكومة تحديدًا: هناك وزراء يعارضون التوصل إلى تسوية مع حماس، لا سيما سيطرة أبو مازن على غزة مجددا. قال وزير شؤون الاستخبارات وعضو المجلس المصغر، يسرائيل كاتس، لصحيفة “إسرائيل اليوم” إن “كل محاولة لإعادة سيطرة أبو مازن على غزة، والربط بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة عبر “معبر آمن” سيمر عبر إسرائيل، تشكل تهديدا مباشرا ومسا خطير بأمن دولة إسرائيل، وبالتوازن الديموغرفي بين إسرائيل والفلسطينيين”. بشكل مناف للعقل، قد تقنع هذه الأمور أبو مازن، الذي يعارض الخطوة منذ البداية، ما يجعله يوافق على المخطط…