مرّ يوم واحد فقط منذ الإعلان عن اقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإقامة كازينو في المدينة السياحية إيلات جنوب إسرائيل، وما زال أعضاء الكنيست غاضبين من الاقتراح. وقد واجه الاقتراح معارضة في صفوف المعارضة ومعارضة أعضاء الائتلاف على حد سواء.
كان أعضاء الكنيست الحاريديون، حلفاء نتنياهو، الذين اعتبروا الكازينو فسادا أخلاقيا أول من اعترض على الاقتراح. “سنعارض بكل قوة، نحن ضدّ القمار على الإطلاق. هذا الأمر يولّد الجريمة والظواهر السلبية، عارضنا ذلك في الماضي دائما وسنعارضه مجدّدا بكل قوة”، كما قال حزب “يهدوت هتوراه”.
وأضاف حزب “شاس” الحاريدي توضيحات حول القلق بشأن الطبقات المحرومة في المجتمع: “ستخدم الكازينوهات في إسرائيل فقط أصحاب الثروات وستُسبب ضررا كبيرا للطبقات الضعيفة. وجدت الدراسات التي أجريتْ في العالم أنّ من تضرّر من الكازينوهات، فقد ممتلكاته وأدى إلى تدمير أسرته ويدور الحديث عن مقامرين من الطبقة المنخفضة. وتمثّل حركة شاس الفقراء في إسرائيل والطبقات الضعيفة، وتعمل من أجلهم ولذلك تعارض جدا إقامة كازينو في إسرائيل”.
وأعرب أيضًا الوزير نفتالي بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي” وشريك نتنياهو في الائتلاف، عن معارضته الشديدة للمبادرة، وكتب في صفحته على الفيس بوك: “إسرائيل ليست لاس فيغاس – ولن تكون. سنعمل ضدّ إقامة الكازينو في إسرائيل. في نظري إقامة الكازينو باطلة – أخلاقيّا وعمليا… وهو يتناقض مع قيم دولتنا، ويخدم الأقوياء ويُضعف الضعفاء… سنضطرّ جميعا إلى تمويل الأضرار والإصابات الجسدية والنفسية التي سيجلبها الكازينو في إسرائيل. كوزير مسؤول عن التربية في إسرائيل، ويحارب كل يوم الظواهر الصعبة للإضرار بالأطفال، المراهقين والنساء، سأعمل ضدّ إقامة الكازينو. نريد أن نربي أبنائنا تربية صالحة على القيم وليس على القمار”.
ومن المثير للاهتمام أن نرى عضو الكنيست أورن حزان، عضو حزب الليكود، الذي أدار كازينوهات في أوروبا، يعارض هو أيضًا هذه المبادرة، ويقول: “هناك طرق أخرى لتطوير مدينة إيلات”. تعارض أحزاب المعارضة وهي ميرتس، المعسكر الصهيوني، هناك مستقبل والقائمة العربية المشتركة، المبادرة، مما ينشئ غالبية ساحقة ضدّ نتنياهو. يبدو أنّ نتنياهو ومقرّبيه وزير السياحة يريف ليفين ووزير النقل، يسرائيل كاتس، هم الوحيدون الذين يدافعون عن المبادة وكما يبدو سيضطرّون إلى التنازل عن حلمهم لجعل مدينة إيلات لاس فيغاس إسرائيلية.