شهد الشرق الأوسط ليلة مليئة بالعمليات العسكرية. فوفق الادعاءات الروسية، منذ منتصف الليل شنت طائرات إسرائيليّة هجوما ضد قاعدة عسكرية جوية سورية “T-4” الواقعة بالقرب من حمص. وبعد وقت قصير من ذلك، وردت تقارير من غزة حول شن هجمات جوية إسرائيلية على شمال قطاع غزة، ضد أهداف لحماس. ما زالت الهزة الإقليمية مستمرة ويبدو أن إسرائيل لم تعد تترقب الأحداث فحسب، بل أصبحت فعالة أكثر بما يدور من حولها.
لقد وضعت إسرائيل خطا أحمر منذ بداية الحرب الأهلية السورية. وأعلنت أنها ستعمل على إحباط عمليات لتهريب الأسلحة المتطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، ومنذ ذلك الحين نسبت إليها وسائل إعلام أجنبية عشرات الهجمات الجوية ضد قوافل أسلحة ومخازن ذخيرة في سوريا. في السنة الماضية، وضعت إسرائيل خطا أحمر إضافيا لمنع التمركز الإيراني في سوريا. في ظل الهجوم الذي وقع هذه الليلة، هناك تطورات: شن هجوم كيميائي لنظام الأسد ضد الثوار في عشية يوم السبت، تعزز التأثير الروسي – الإيراني في سوريا، وتحذير من قبل إدارة ترامب فيما يتعلق بالتخطيط لإخراج الجنود الأمريكيين من سوريا. إذا شنت إسرائيل هجوما، فيجب اعتباره أنه جاء في ظل الأوضاع الاستراتيجية الشاملة.
إسرائيليا، هناك عدة تأثيرات للأحداث الأخيرة. فهي تعزز التقديرات حول وضع الأسد الأمني والمخطط للعمل بكل الوسائل للسيطرة مجددا على أجزاء واسعة في سوريا، ما قد يؤثر في الأوضاع في جنوب سوريا أيضا. تعزز هذه التقديرات أيضا الشكوك فيما يتعلق بالقرار لوقف إنتاج الحزم الواقية في إسرائيل وتوزيعها على الإسرائيليين.
في نظرة شاملة أكثر، يبدو أن طهرن حظيت في مؤتمر أنقرة بدعم لمتابعة جهودها للتمركز في سوريا، وفي المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل أيضا. قد تسرّع هذه الخطوات التطورات التي بدأت تظهر منذ بضعة أشهر: ممارسة نشاطات إسرائيلية نشطة ضد القوات الإيرانية، وفق ما جاء في تهديدات رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع، ليبرمان. يحظى هذا التوجه القتالي بدعم رؤساء المنظومة الأمنية، ولكن قد تكون له تأثيرات، بدءا من إرجاء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وانتهاء بتورط إسرائيل في سوريا. أصبح الحبل الذي تسير عليه إسرائيل الآن دقيقا جدا.
نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”