عممت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا شديد اللهجة البارحة (الأربعاء)، على خلفية توقيع اتفاقية الدعم الأمني من قبل الولايات المُتحدة لإسرائيل، والقلق الإسرائيلي من الخطوات التي قد يتخذها أوباما قبل إنهائه لمهام منصبه، كردٍ على مُصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء حي جديد في مستوطنة “شفوت راحيل”.
جاء في بيان وزارة الخارجية الأمريكية أن: “تلك المصادقة تناقض التصريحات العلنية التي أطلقتها الحكومة الإسرائيلية سابقًا، والتي قالت فيها إنها لا تنوي إقامة المزيد من المستوطنات، وأن على إسرائيل أن تختار بين التوسع الاستيطاني وبين تعزيز إمكانية السعي لتطبيق حل الدولتين. يُعتبر الاستمرار في بناء المستوطنة الجديدة خطوة إضافية نحو الهرب إلى واقع الدولة الواحدة والاحتلال الدائم الأمر الذي لا يتماشى مع مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض قائلا: “تلقينا وعودًا علنية من الحكومة الإسرائيلية تناقض هذا البيان وإن هذه ليست الطريقة التي يُتوقع أن يتعامل فيها “الأصدقاء المقربون” مع بعضهم. وأضاف المُتحدث قائلاً: “هذا الأمر مدعاة للقلق الحقيقي”.
كانت ردة الفعل هذه أشد ردة فعل توجهها الولايات المُتحدة بخصوص بناء المستوطنات خلال السنوات الـ 25 الأخيرة، وجاءت بعد المصادقة على قرار بناء 98 وحدة سكنية في المستوطنة اليهودية “شفوت راحيل” التي تقع جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية. قررت الحكومة الإسرائيلية، بعد أن أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمرًا يقضي بهدم مستوطنة “عامونا” وإخلاء مواطنيها اليهود، المصادقة على انتقال من تم إخلاؤهم، إلى بيوت سكن بديلة في مستوطنة أخرى وهي “شفوت راحيل”.
في المقابل، يدعي مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية وشخصيات سياسية أخرى أن وجهة النظر الأمريكية التي تعتبر المستوطنات عقبة في وجه السلام هي وجهة نظر خاطئة. وصرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن “إسرائيل مُلتزمة بحل الدولتين لشعبين، الذي يتضمن قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل كدولة يهودية. لا تشكل المستوطنات عقبة أمام السلام – المسألة التي يُمكن حلها من خلال التفاوض بين الطرفين – بل الرفض الفلسطيني المُستمر بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ضمن حدود ما.
وكانت وزيرة العدل الإسرائيلية أييلت شاكيد قالت: “تفعل دولة إسرائيل ما يُناسبها. البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية هو غير منطقي، على أقل تقدير. أعتقد أن على الولايات المُتحدة أن تنظر في مسألة كيفية إنقاذ المواطنين السوريين وليس أن تُطلق مثل هذا البيان شديد اللهجة بسبب بضع وحدات سكنية”. وصرّح وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يؤاف غالانت قائلاً: “لن يشكّل توسيع المستوطنات عائقًا في المفاوضات المُستقبلية”.