قرّر الاجتماع البرلماني لمجلس أوروبا مؤخّرًا منع إجراء طقوس خِتان في أوروبا، وهي طقوس هامّة جدًّا في الديانتَين اليهودية والإسلامية على حدّ سواء. ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” صباح اليوم أنه في أعقاب القرار، توجهت إسرائيل مؤخرًا لتركيا واقترحت عليها التعاون والنضال معًا على المستوى الدبلوماسي ضدّ القرار.
وكما هو معلوم، تعرّضت العلاقات بين إسرائيل وتركيا لخضّة جرّاء قضية أسطول مرمرة، ورغم إذابة الجليد إلى حدٍّ ما مُؤخّرًا، ما زال التوتر يسود علاقات البلدَين. وذكرت “يديعوت” أنّ الأمل في هذه الحالة مزدوج: “أن يثمر عن الضغط المشترك مع تركيا إلغاء القرار، وأن يساعد التنسيق على تحسين العلاقات بين الدولتَين”.
كدولة ذات أكثرية إسلامية مُطلقة، من المتبّع في تركيا إجراء الختان. ومن مصلحة تركيا إلغاء القرار لأنّ ملايين المهاجرين من تركيا ودول إسلامية أخرى يعيشون في أوروبا. في نهاية الأسبوع الماضي، دعت إسرائيل مجلس أوروبا إلى إلغاء القرار، لكن يُرجّح أن يكون التأثير أكبر إذا كانت الدعوة بالتعاون مع دولة قوية وذات تأثير في أوروبا، مثل تركيا. وانضمّ رئيس الدولة شمعون بيريس إلى المساعي، وأرسل أمس الأول رسالةً إلى الأمين العام لمجلس أوروبا، طالبًا منه استخدام نفوذه وصلاحياته لتغيير القرار.
لكن رغم التوجّه لتركيا، يبدو أنّ الأخيرة ليست متحمّسة لإمكانيّة التقارُب وتسوية العلاقات. فقد نقل مكتب رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، أنه التقى مساءَ أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في مكتبه في أنقرة.
ووفقًا للإعلان، استمرّ اللّقاء ثلاث ساعات، وحضره وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات التركيان. وفي إعلان رسميّ من جانب حماس، نُقل أنّ الطرفَين تباحثا في التطوّرات في المنطقة وفي قضية الحصار على قطاع غزة والخروق الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى.
ويقدّر محلّلون أن توجّه مشعل إلى تركيا نابع عن كون أردوغان أحد الحلفاء المسلمين القلائل الباقين لحماس، بعد إسقاط الرئيس المصري ورئيس كتلة الإخوان المسلمين محمد مرسي.