تظهر أمارات الشتاء العاصف الذي يضرب الشرق الأوسط في إسرائيل أيضا. فقد انقضى يومان هطلت فيهما الأمطار في كلّ أرجاء البلاد مع عواصف رعدية ورياح قوية. بدأ الثلج ينهمر على قمة جبل الشيخ، ويُتوقَّع أن يمتد إلى هضبة الجولان والتلال العالية شمالي البلاد.
لكن رغم أنّ الناس انتظروا المطر، بعد شهرَين جافَّين أكثر من المعدل هذا الموسم، يبدو أنّ البنى التحتية في الدولة غير جاهزة لمواجهة عاصفة من هذا النوع. ففي كلّ أنحاء البلاد، غُمرت الشوارع والأحياء السكنية، حتى إنّ بعض الشوارع الرئيسية أُغلق كاملًا. وفي وسط البلاد، سُجّل الكثير من حالات انقطاع الكهرباء.
يوم أمس (الثلاثاء)، علق رجل عمره 74 عاما في سيارته في ممرّ تحت الأرض في شارع غُمر في حيفا. لم ينجح المسنّ في الخروج من السيارة، لم تلاحظه قوات الإطفاء التي كانت في المكان، ولم يُشاهَد سوى بعد ساعات وقد فارق الحياة.تضرّر أشخاص آخرون في إسرائيل من العاصفة أيضًا. فقد أُصيب مسنّ في الثمانين من عمره إصابة طفيفة جراء سقوط شجرة عليه بسبب أحوال الطقس، كما أُصيبت سيدة في الحادية والثلاثين من كنبة قش طارت من الشرفة وأصابتها. وفي تل أبيب، سقطت نافذة من الطابق التاسع على سيارة أجرة تسير في الشارع. لم تحدث إصابات، لكنّ السيارة تضررت.
أدّت الفيضانات الكثيرة بالمواطنين المتضررين إلى الاحتجاج عبر الإنترنت، مع رفع المزيد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بشكاوى من عدم استعداد السلطات، رغم أنّ العاصفة كانت متوقعة منذ وقت طويل.
https://www.facebook.com/arab48official/videos/1835063030099051/
في الأراضي الفلسطينية أيضًا، حيث البنى التحتية أسوأ، غُمرت أحياء بأكملها، ورُفع العديد من مقاطع الفيديو التي تصوّر الوضع إلى شبكة الإنترنت. وكما في كلّ فصل شتاء في السنوات الأخيرة، أكثر مَن يعاني من أحوال الطقس القاسية هم اللاجئون السوريون الموجودون في مخيمات نازحين وفي خيام، إذ يمتلئ بعضها بالثلج والصقيع، ويدفع الكثيرون حياتهم ثمنًا لذلك.