أمس، عندما أعلنت إحدى المحاكم في القاهرة نهائيّا أنّ حركة حماس هي تنظيم إرهابي، ممّا أخرجها بذلك خارج القانون، كان الناس في إسرائيل لا يزالون في قيلولة عطلة نهاية الأسبوع، ومن ثمّ فقد تأخرت التعليقات عن الظهور. ولكن افتُتحت الصحف ومواقع الأخبار صباح اليوم بحماسة، وإعجاب تقريبا، تجاه الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي.
حاول المحلّلون العديدون الذين تطرّقوا للقضية، أن يبحثوا كيف سيؤثّر هذا القرار على علاقات مصر وغزة، واتفقوا بالإجماع تقريبا بأنّه “إعلان حرب” لمصر على جيرانهم في الشمال. على ضوء حقيقة أنّ حماس أصبحت عدوّا مشتركا بين إسرائيل ومصر بشكل رسمي، فمن الواضح أنّ هذه الخطوة قد حظيت بتأييد واسع في إسرائيل.
ولكن كان التأييد أبعد بكثير من الفعل نفسه، واهتمّ بشكل أساسيّ بالمكانة التي يمنحها للسيسي، وأنّ هذه الخطوة تثبت قوّته، عزمه، وشجاعته، في أن يخرج كزعيم عربي ضدّ المقاومة الفلسطينية العنيفة.
في الوقت الذي تعيش إسرائيل ذروة معركة انتخابية، كان هناك من استغلّ هذه الفرصة من أجل نقد رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، والذي عندما تتم مقارنته بالسيسي لا يُعتبر مصمّما ولا يعرف التحرّك ضدّ حماس.
“أثبت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنّ هناك زعيما واحدا في الشرق الأوسط الذي يمكن مقارنته برئيس الحكومة البريطانية الأسبق ونستون تشرتشل، وهو يقيم في القاهرة وليس في إسرائيل”، هذا ما جاء في موقع “والاه”، مع السخرية من نتنياهو الذي يُعرف باعتباره معجبا بأعمال الزعيم البريطانيّ التاريخي. “السيسي، رجل أفعال لا أقوال فقط. لقد أعلن الحرب على الإسلام المتطرّف أيّا كان، ليس فقط على “الدولة الإسلامية” (داعش) وفروعها، وإنما أيضًا على حركة الإخوان المسلمين وفروعها”.
وجاء في موقع آخر: “في مصر حماس هي داعش”، وتم التوضيح أنّ مصر تتّهم حماس بما يحدث في سيناء، بالهجمات المتكرّرة ضدّ الجيش، بالتهريب، وبالإرهاب بشكل عامّ، وذلك رغم – وربما بسبب – تماهي تنظيم “أنصار بيت المقدس” الذي ينشط في سيناء مع داعش. وقد تمّ الحديث أيضًا عن الدعم الواسع الذي يحظى به الجيش المصري في عمليّاته ضدّ الإرهاب، باعتباره يرمز إلى وحدة البلاد أكثر من أي مؤسسة أخرى.