بعد ثلاث سنوات من إصدار أمر من نظام الإخوان المسلمين في مصر بإرجاع السفير المصري من إسرائيل إلى القاهرة في أعقاب الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، من المتوقع أن يعود هذا الأسبوع سفير مصري جديد وأن يشغل هذا المنصب.
قال الناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلي باللغة العربية، أوفير جندلمان: “يرحب رئيس الوزراء نتنياهو بقدوم السفير المصري الجديد، حازم خيرت إلى إسرائيل، فهذا يمكننا من مواصلة توطيد العلاقات مع هذه الدولة العربية المهمة”.
وقد أعربت إسرائيل عن تقديرها لحقيقة أن مصر قد اختارت دبلوماسيا كبيرا مثل خيرت ليتولى هذا المنصب. وهو ينتمي إلى أسرة عريقة ومعروفة من الدبلوماسيين وشغل في الماضي منصب ممثّل مصر في الجامعة العربية، منصب سفير في دمشق وسفير في تشيلي.
يعرف الجميع أن التحدي المُشترك لمصر وإسرائيل حاليًا هو الاهتمام بمسألة قطاع غزة، التي تُعتبر بالنسبة للجهتين “برميل متفجرات” تضر إسرائيل ومصر معًا. يرى الإسرائيليون عبد الفتاح السيسي الشريك الأول بمسألة محاربة الإرهاب في غزة وكذلك في مسألة الجهود لإعادة إعمار غزة التي تهدف إلى سحب البساط من تحت حماس.
ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد اشترط إعادة السفير إلى تل أبيب بتقدّم المحادثات لإعادة إعمار قطاع غزة. ووفقا للتقارير، فقد أرسل السيسي رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ستعين مصر بحسبها سفيرا جديدا في تل أبيب بل وستضعه في السفارة، إذا حدث تقدّم في المحادثات على وقف إطلاق النار طويل الأمد في قطاع غزة.
وتأتي هذه الخطوة الدبلوماسية المهمة تحديدا بعد أن تم الحديث في الأسابيع الماضية في إسرائيل بتوسع عن التقدّم في محادثات المصالحة بين إسرائيل وتركيا، وهي خطوة تعتبر غير مرغوب فيها بالنسبة للسلطات المصرية التي لا ترغب بمنح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، موطئ قدم في قطاع غزة. يبدو أنّ وراء الكواليس هناك صيغة سترضي القاهرة وأنقرة وتل أبيب على حدِّ سواء.