هذه العملية هي أعنف عملية إطلاق نار وقعت في الولايات المُتحدة الأمريكية وفق تصريحات الشرطة الأمريكية. أُعلِن في ولاية فلوريدا الأمريكية، بعد المجزرة الجماعية التي وقعت في ملهى “بولز” في أورلاندو في ولاية فلوريدا والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 50 شخصا وأدت إلى إصابة العشرات، عن حالة طوارئ. ما زالت تُفحص العلاقة بين مُرتكب العملية، عُمر ماتين ابن الـ 29 عامًا، وبين تنظيم الدولة الإسلامية. وقد نُشرت أخبار تتحدث عن أن ماتين قد أدى قسم الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية.
قال الرئيس أوباما في خطابه الذي جاء إثر المجزرة إن التحقيق في الحادث لا يزال في مراحله الأولية وإننا “لم نتوصل بعد إلى نتيجة بخصوص الدافع لارتكاب عملية القتل”. وأضاف قائلاً: “هذه العملية موجهة ضد كل أمريكي، من دون التمييز بين العرق أو الأصل أو الدين أو الميول الجنسية، وهي عملية موجهة ضدنا جميعًا”.
تواردت الكثير من الانتقادات اللاذعة للرئيس بعد هذا الخطاب “البارد” والذي يخلو من الاستنتاجات القاطعة، بعد مثل هذه العملية المُروعة. من المتوقع أن يكون لهذه العملية تأثيرا كبيرا في الانتخابات الرئاسية في الولايات المُتحدة الأمريكية. تُعتبر هذه العملية الإرهابية وفق معايير الديمقراطيين عملية كراهية ويُحللونها ضمن سلسلة عمليات الكراهية التي وقعت في أمريكا في السنوات الأخيرة التي نفّذها مواطنون أمريكيون يحملون سلاحًا، بينما وفق معايير الجمهوريين فإن هذه العملية هي عملية إرهابية إسلامية ويدرجونها ضمن سلسلة العمليات الإرهابية الأخيرة التي وُجهت ضد العالم والتي جاءت بدافع تطرف ديني وكانت ذات علاقة بتنظيمات إرهابية مثل داعش.
من الجدير بالذكر، إلى جانب ذلك، الإشارة إلى أن العملية التي وقعت في أورلاندو ذات طابع مختلف عن تلك العمليات التي وقعت في الفترة الأخيرة في غرب أوروبا. فقد نُفِذت العملية بمبادرة شخصية ومحلية، وعلى ما يبدو من دون دعم من المُحيط القريب، وهذا بخلاف الخلايا الإرهابية المُنظمة مثل داعش والقاعدة في أوروبا.
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية، مع بداية شهر رمضان، أن كُل من يُنفذ عملية في الغرب، باسم تنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهر المُبارك، سيُعتبر جزءًا من التنظيم حتى وإن لم يكن على علاقة مُباشرة معه. وبالفعل، فور الإعلان عن العملية، سارع التنظيم إلى تبنيها.
تم، في الولايات المُتحدة وأوروبا، تعزيز حالة التأهب خوفًا من تنفيذ عمليات إرهابية إضافية خلال شهر رمضان، ولا شك أن الكثيرين سيشعرون مرتاحين مع انتهاء هذا الشهر. ولكن لن يكون التحدي الكبير الماثل أمام الولايات المُتحدة في الفترة القريبة أمنيا، بل اجتماعيا: هل سينجحون في منع حدوث موجة كراهية ضد الأجانب والمُسلمين، الأمر الذي بات منتشرا في أوروبا؟ تتعلق النتيجة تعلقا كبيرا بنتائج الانتخابات القريبة.