ألون فيسر، طالب في الخامسة والعشرين من عمره في جامعة بن غوريون في بئر السبع، كل ما فعله هو أنه شارك في تنظيم مظاهرة ضدّ مخطط الغاز الإسرائيلي. كانت قد حظيت المظاهرة بموافقة شرطة إسرائيل. لم يصدّق فيسر أنّ الاحتجاج سيؤدي إلى التحقيق معه واعتقاله.
قدم إلى المظاهرة التي جرت يوم السبت الماضي عدد كبير من الإسرائيليين المعارضين لمخطط الغاز، أكثر مما تم التخطيط له. قررت الشرطة، التي أمّنت الحدث، إغلاق كل شيء في الساعة الثامنة والنصف. طلب فيسر تمديد المظاهرة لخمسين دقيقة أخرى ولكن تم رفض طلبه. في أعقاب رفض الشرطة تم تفريق المظاهرة فورا.
بعد يومين تلقى فيسر دعوة للتحقيق الإنذاري في محطة الشرطة في بئر السبع. وقال من هناك إنّ الأمور خرجت عن السيطرة. تم التحقيق معه لثلاث ساعات واعتُقل. بعد ذلك صدر ضدّه أمر إبعاد عن مدينة بئر السبع على لمدة 15 يوما وادُّعيَ أنّه يمثّل “خطرا على أمن الجمهور والدولة”، وأنّه يشتبه به بتعطيل الإجراءات القانونية، مهاجمة شرطي والمشاركة في تجمع غير قانوني.
بعد الصدمة والتجربة الصعبة نشر منشورا في الفيس بوك حكى فيه ما مرّ به في محطة الشرطة. أصبح المنشور شائعا جدا، وغضب الكثير من الإسرائيليين لِما حدث معه ولإخافته لأنّه أراد التظاهر فقط وتمت تغطية الأمر إعلاميا.
وفي النهاية، في أعقاب الضغط الجماهيري، أعلنت الشرطة، أمس، أنّها تتراجع عن قرارها بإبعاد فيسر من بئر السبع. وذُكر أيضًا أنه في الفحص الذي أجريَ أخطأ المحقّق من الشرطة والذي تعامل مع الحدث في التقدير وأنّه ستُعقد جلسة أخرى في قضيته وسيتم تعديل المخالفات المنسوبة إليه.
بعد تغيير قرار الشرطة كتب فيسر في صفحته على الفيس بوك: “لجميع تريليونات الأصدقاء، النشطاء، أولئك الذين لم أعرفهم بعد – شكرا. لم أشعر أبدا بعناق حارّ إلى هذه الدرجة. الآن فقط دخلت إلى صفحة الفيس بوك بعد يوم طويل جدا. أنا الآن في شقّتي ببئر السبع، وغدا سأقوم بحلاقة شعري بإذن الله في المحلقة التي أحلق فيها في المدينة القديمة وليس لدي أي منع آخر من الذهاب إلى الجامعة. وهذا بفضلكم. لأننا معًا أقوياء، وليس هناك أفضل من أن نكون معًا. ألا نخاف. ألا نتنازل. أتمنى لكم ليلة سعيدة”.
ومخطط الغاز هو اتفاق بين دولة إسرائيل وبين محتكر الغاز، شركة الغاز الأمريكية نوبل إنيرجي و “مجموعة ديلك” المملوكة للإسرائيلي يتسحاق تشوفا. ومن المفترض أن ينظّم المخطط طريقة إدارة موارد الغاز الطبيعي وحقول الغاز الطبيعي في إسرائيل. ويثير هذا المخطط جدلا في إسرائيل. يدّعي المعارضون أنّه يحافظ على الاحتكار في هذا المجال، يضرّ بأمن البلاد، بالديمقراطية ويضرّ بمستقبل تعامل الحكومات القادمة مع شركات الغاز.