يمكن للخوف أن يكون وسيلة تحذير تُبعد الإنسان عن الخطر، مع ذلك، يمكن أن يكون الخطر معيقًا لنشاط الإنسان، مجال تحركه وفعاليته. حاولت نظريات عديدة أن تشرح أسباب الخوف والقلق. كذلك، كيف ترتبط الألوان بالإحساس الانفعالي وماذا يمكن أن يكون تأثير هذا اللون أو ذاك على سلوك الإنسان.
تثبت الأبحاث أن للألوان تأثيرات فيزيولوجية وحسيّة على حالات الخوف والقلق وحالات جسدية أخرى. في البحث الذي أجراه د. روبرت جيرارد من جامعة كاليفورنيا، سُجلت تجارب وأحاسيس أناس عن ألوان مختلفة. لقد فحص بدقة كل مجال تأثير الضوء واللون، وحاول أن يجيب عن الأسئلة التالية: هل توقظ ألوان الأحمر والأزرق أحاسيس ومشاعر مختلفة عند الناس؟ هل تسبب الألوان تغييرات متوافقة في الجهاز العصبي الذاتي، في فعالية المخ والمشاعر الذاتية؟
وُجد في البحث أن الناس القلقين يحسون أن اللون الأحمر مزعج. وأظهر الناسُ الذي لديهم توتر عال رد فعل فيزيولوجي شديد للأحمر. مقابل ذلك، فقد هدّأ الأزرق الناس المتوترين. حسب البحث، يولّد اللون الأزرق إحساسًا متزايدًا بالراحة، الهدوء، والأفكار الجميلة، بينما يولّد الأحمر انفعالا، استفزازًا وتوترًا.
إليكم بعض الأمثلة من ردود الفعل الجسدية الإضافية للون، وهذه المعطيات يدعمها بحث د. جيرارد، وغيرها من الأبحاث:
الأصفر
هو اللون الأول الذي يميّزه الإنسان عندما “يرى” شيئًا ما. وهو اللون الأكثر تعقيدًا في تحليل الدماغ له.
للناس رد فعل حذر للأصفر في الطبيعة، وخاصة عندما يندمج مع الأسود. إن الشخص الذي يشعر بالتوتر تكون استجابته للون لأصفر سريعة ومؤقتة وهو يضيف ركنًا للضغط الموجود. تجعل الغرف المصبوغة بالأصفر الأولاد يبكون في أوقات متقاربة أكثر ويؤدي الوسط الأصفر إلى نشوء الحساسية بوتيرة أعلى.
الأحمر
تعمل الغدة النخامية، حين يتعرض الإنسان للأحمر. تُرسل من هذه الغدة إشارة كيميائيّة في جزيء من الثانية إلى غدة الكلى التي تفرز حالا مادة الإبينيفرين (أدرنالين). ثم يَجري الأدرنالين في الدم، ويسبب تغييرات فسيولوجية معيّنة ترافقها تأثيرات أيضيّةٌ.
ردود الفعل التالية يمكن أن تحدث فورًا، لكنها تختفي بعد عدة دقائق أو ساعات (يختلف ذلك من إنسان إلى آخر): يرتفع ضغط الدم، يشتد جريان الدم ويتمثل بنبض متسارع، تزداد سرعة وتيرة التنفس، يسيطر الجهاز العصبي الذاتي وتصبح الاستجابات تلقائية، تصبح غدد اللعاب أكثر حساسة، تتحسن الشهية، وتزداد حدة حاسة الشمّ.
الأزرق
يعرف بتأثيره المهدئ، اللون الأزرق السماوي (الذي يعرف بالمستشفى بالأزرق القلبي) هو اللون الأكثر إرساءً للهدوء من بين الألوان. حين يكون في مجال الرؤية، يجعل الدماغ يفرز 11 مادة من النواقل العصبية المهدئة. هذه الهورمونات هي إشارات كيميائيّة تبثّ الهدوء في الجسم. كذلك تُبطئ النبض، تعمّق الأنفاس، تخفف التعرّق، تخفض حرارة الجسم، تُحدث استجابة “الكرّ أو الفرّ” (Fight Or Flight)، تقلل الشهية (في الطبيعة الأطعمة الزرقاء قليلة).
البني
يُعد البني عامّة لونا آمنا من ناحية بيئية. يضفي بيئة صحية للعمل، اللعب، النوم ولتنفيذ عمليات أيضية عامةٍ. تؤثر إضافة أغراض بنية على الأعضاء الداخلية والنفس وتحسن أداءها. وجود البني يساعد في تبديد الاكتئاب النفسي، تحفيز إنتاج السيروتينين (وهو موصل عصبي، له وظيفة رئيسة في تعديل الأحاسيس والمشاعر المتعلقة بمزاج الإنسان)، تقليل الغضب وإقصاء التعب المزمن. كذلك، يرفع اللون البني مستويات الحوامض الأمينية من نوع تريبتوفان- التي تؤثر على النوم، الشقيقة، على جهاز المناعة وعلى تقلبات المزاج.