عُلم قبل قليل عن إطلاق سراح برجس عويدات، طالب من الجولان حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة التجسس على سوريا لصالح إسرائيل. تم إطلاق سراحه بشكل مفاجئ ونُقل إلى الأردن في الساعات الأخيرة، وهو بطريقه إلى البلاد.
يبلغ عويدات اليوم من العمر 47 عامًا وهو من قرية مجدل شمس، هضبة الجولان، سافر إلى دمشق لتعلم الطب عام 2002. اختفى بعد عامين من ذلك بشكل مفاجئ ولم يعرف أحدًا أخباره. حاولت عائلته طيلة سنوات معرفة مصيره. لذلك جندت العائلة الكثير من المسؤولين الدروز في دمشق وإسرائيل لمساعدتها، وحتى أن الأم سافرت بنفسها إلى سوريا للبحث عن ابنها، ولكن باءت محاولتها بالفشل. وعندما حاول الصليب الأحمر التدخل والحصول على معلومات عن مكان وجود برجس، رفضت السلطات السورية التعاون بادعاء أن برجس هو مواطن سوري ولا يحق للمؤسسات الدولية التدخل في هذا الشأن.
في العام 2011 فقط عرفت العائلة أن ابنها ما زال حيا وهو مسجون في سجن عدرا في دمشق بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. حينها اتضحت عملية اختفائه: تم اعتقال برجس، سرًا، من مساكن الطلبة من قبل أفراد فرع فلسطين، أحد فروع المخابرات الأمنية السورية، وحوكم عليه بتهمة التجسس بالسجن المؤبد. سُمح لوالدة برجس بالسفر إلى سوريا، بوساطة من النائب الإسرائيلي أيوب قرا، ولقاء ابنها لأول مرة قبل 5 سنوات. نفى برجس خلال هذا اللقاء كل التهم التي وُجهت إليه.
نجحت قوة من المتمردين، بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وضعف نظام الأسد، بالسيطرة على سجن عدرا. وكان برجس من بين السجناء الذين تم تحريرهم أيضًا وقد طلب أن يعود إلى بيته في الجولان. ولكن رُفض طلبه وقامت قوات الأمن السورية بالقبض عليه وسجنه فورًا.
ومع ذلك فقد استمرت، في السنوات الأخيرة، الجهود الرامية لإطلاق سراحه. حدث تقدم كبير في قضيته عندما نُقل برجس، قبل عام، إلى سجن في منطقة السويداء، التي تسكنها أكثرية من الطائفة الدرزية، إلى حين إطلاق سراحه. على ما يبدو، فإن سبب إطلاق سراحه هو أن النظام السوري، المتورط بالحرب الأهلية، فقد اهتمامه بـ “جاسوس الإسرائيلي” وقرر إطلاق سراحه توددًا من الطائفة الدرزية.