مقابلة خاصّة بالمصدر- أصبح أيمن عودة، وهو شخصية مجهولة لدى معظم الشعب الإسرائيلي، الموضوع الأكثر إنعاشا في الانتخابات الإسرائيلية بعد أن انتُخب ليكون على رأس القائمة المشتركة التي وُلدت من خلال الاتحاد التاريخي بين ثلاثة أحزاب عربية: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة العربية الموحّدة والتجمّع الوطني الديمقراطي. ووفقا لبعض التوقعات قد تحرز القائمة العربية المشتركة للأقلية الفلسطينية في إسرائيل عددا غير مسبوق من المقاعد في البرمان الإسرائيلي.
عودة، هو محام يبلغ من العمر 40 عاما من حيفا، وناشط ينتمي لحزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والذي يعمل على تحقيق الوفاق بين اليهود والعرب- وتنقص عودة الخبرة على المستوى القطري وهو يقف في هذه المرحلة أمام مشكلات وتحدّيات غير مسبوقة. اقرؤوا الحديث الذي أجريناه معه:
هل أنت مستعد للدور التاريخي كرئيس المعارضة في إسرائيل، بكل ما يعني ذلك؟
“في الواقع، مستعد وأنا أيضًا أرغب بهذا الدور إذا ما كانت هناك حكومة وحدة وطنية. أتوقع أن تكون هناك حكومة وحدة وأن نكون نحن الحزب الأكبر في المعارضة. إنّ منصب رئيس المعارضة هو مكانة مهمّة. كلّ زيارة رسمية لزعيم دولة يلتقي كذلك مع رئيس المعارضة، من صفوف المعارضة يمكننا أن نعرض الثقب الأسود الأكبر في إسرائيل: عمق عدم المساواة بين المواطنين”.
لماذا هذا القرار القاطع: لن نجلس في الحكومة؟ أليس من الأصوب أن تمثّلوا ناخبيكم من داخل الحكومة؟
“كانت الفترة البرلمانية الأكثر نجاحا للعرب في التسعينيات، عندما قدّمنا شبكة أمان من الخارج ككتلة معرقِلة في حكومة رابين. أعتقد أنّه إذا ما كان هرتسوغ هو الذي سيشكّل الحكومة، فسيُفضّل بالتأكيد الوحدة مع اليمين ولن يطمح إلى الاعتماد على أصواتنا. في حال كان الوضع مختلفا، فإذا أرادوا أن نكون كتلة معرقِلة، فسنضع شرطا بأن تسير الحكومة باتجاه السلام. ولكن للأسف، فمن المرجّح أكثر أن يسيروا باتجاه الوحدة الوطنية”.
لماذا أنتم (الجبهة)، داخل القائمة المشتركة، لا يمكنكم السعي للتوصّل إلى مصالحة مع الليكود، أي أن تكونوا معهم في علاقة جيّدة؟ لماذا حزب العمل فقط؟
“إذا كانت هناك حكومة تهتمّ بالسلام والمساواة بين المواطنين، فلِمَ لا… نحن نعتقد أنّ حكومة اليمين قادت الجميع لطريق مسدود، اليهود والعرب، ويجب تغيير الحكومة. وكما أشرت أعلاه، فالاحتمال الأكثر رجوحا هو حكومة وحدة وليس أن يرغب أحدهم بالاعتماد على أصواتنا. يهمّنا قضايا السلام والمساواة بين المواطنين وسنأخذ بالحسبان كلّ خيار من شأنه ألا يسمح لليمين بالعودة إلى الحكم”.
إلى أي مدى تعتبر قراراتكم مستقلّة وإلى أي مدى هي متأثرة بالحالة الفلسطينية الأوسع؟ ما هي درجة علاقاتك خلال الانتخابات مع قادة السلطة؟
“الموضوع في حدّ ذاته يؤثّر علينا بالتأكيد. نحن نتحدّث مع الناس في الشارع، وصوتنا في هذه القضية المهمّة حاسم. هناك مكان تحت الشمس للشعب العربي الفلسطيني. إنّنا نسعى جاهدين لإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 إلى جانب دولة إسرائيل. كجزء من المجتمع الإسرائيلي، لا نريد أن يكون هناك من يدوس حقوق شعب آخر. نريد أن يتم نقل الأموال لشؤون الدولة الداخلية وليس للأراضي المحتلّة”.
النائبة العربية حنين زعبي – أهي مكسب أم عبء؟
“أعتقد أنّ هذه القضية تشير إلى مشكلة نفسية في البلاد كلّها. ما القصة؟ لأنّها تريد دولة جميع مواطنيها. فإنّ الأشخاص الذين يروّجون لقانون القومية، لديهم مشكلة مع آرائها؟ من الواضح أنّني لا أستخدم أسلوبها ومن الواضح أنّنا في حزبين منفصلين. ولكن ما هو هاجس الجميع مع زعبي؟ هل قتلت أطفالا بيديها، مثل بعض أعضاء الكنيست؟ هل دعت إلى تفجير حيّ كامل كما فعل بعض أعضاء الكنيست؟ ماذا يحدث، هل لدى حنين زعبي جيش؟ قنبلة ذرّية؟ لديها سلاح جوّ؟”
هل تؤدي الوحدة بين الأحزاب إلى خسارتكم أيضًا لأصوات الجمهور اليهودي؟
“أشعر في الأيام الأخيرة أنّني محاط بتشجيع كبير ولدي شعور أيضًا بأنّنا هذه المرة سنحصل على عدد أكبر من المقاعد من الجمهور اليهودي. أقدّر أنّنا نقترب من مقعد كامل في الجمهور اليهودي. يتحدّث الناس إليّ بعد المؤتمرات، يرسلون لي رسائل نصية قصيرة بعد أن يكون هناك بثّ، بعضهم يأتي ويهمس في أذني “قرّرت أن أدعمكم”.
كيف تفسّر ذلك؟
“هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يفرض فيها السكان العرب أنفسهم على عامّة الشعب الإسرائيلي. وهذا هو السبب في أنّهم مهتمّون بنا أكثر من أية مرة سابقة عندما كنّا قائمتين أو ثلاث قوائم مع 3 – 4 مقاعد”.