وفق المؤشّر السنوي الأخير حول الفارق بين الرجال والنساء للمنتدي الاقتصادي العالميّ، فإن الإجابة الواضحة عن السؤال “في أية دولة في العالم من الأفضل أن تولد الإناث؟” هي للأسف الشديد – “خارج دول الشرق الأوسط”. تتصدر دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائمة الدول ذات الفارق الأكبر بين النساء والرجال، ونسبته نحو %40.
عند فحص معايير المؤشر بدقة، نرى أن المجالات ذات المساواة الجندرية في الشرق الأوسط متأخرة جدا مقارنة بالعالم، وهما مجالا الاقتصاد والسياسة. إن التمييز البارز بحق النساء في هذين المجالين يجعل تصنيف معظم دول الشرق الأوسط في أسفل القائمة، رغم التحسن الآخذ بالتقدم فيها.
في اليمن (المرتبة 144) الذي يحتل أسفل القائمة عالميا وفق مؤشر المساواة الجندرية لعام 2016، لا تشغل النساء منصبا برلمانيا أبدا.
في سوريا (المرتبة 142) فإن أقل من %10 من المشرِّعين، المسؤولين الكبار والمدراء، هم من النساء (9 نساء مقابل 91 رجلا).
في السعودية (المرتبة 141) لا تشغل أية امرأة منصبا وزاريا حكوميا. مع ذلك، فإن الفجوة بين النساء والرجال في مجال التربية في السعودية صغيرة جدا نسبيًّا. إذ تصل نسبة النساء اللواتي يعرفن القراءة والكتابة إلى 92%، مقابل 97% من الرجال الذين يعرفونهما.
في إيران، لا ينتمي %22 من الشبّان إلى إطار تشغيلي أو تربوي أيّ كان، في حين أن نسبة النساء اللواتي لا ينتمين إلى إطار أعلى بضعفين (%48).
في المغرب (المرتبة 137)، أكثر من %44 من النساء يتزوجن قبل أن يصبحن في عمر 25 عاما، مقارنة بـ %7 من الرجال فقط. في لبنان (المرتبة 135)، هناك 18 امرأة خريجة تعليم عال في مجالات العلوم، التكنولوجيا، وغيرها، مقابل 30 رجلا خرّيجا في هذه المجالات. رغم ذلك هناك مساواة مأسوية في عدد حالات الانتحار بين الرجال والنساء في لبنان.
في الأردن (المرتبة 134)، هناك %1 فقط من النساء اللواتي يعملن عملا مستقلا، مقابل %10 من الرجال.
في مصر (المرتبة 132)، %24 من النساء فقط يشكلن جزءا من سوق العمل، مقابل %80 من الرجال.
في الجزائر (المرتبة 120) فإن %15 من النساء عاطلات عن العمل. هذه النسبة أعلى بثلاثة أضعاف من نسبة الرجال العاطلين عن العمل. رغم ذلك، فقد تقدمت الجزائر في التصنيف هذا العام، بعد أن ركّزت على تقليل الفجوات في الأجر بين النساء والرجال، وعلى نسبة النساء اللواتي يشكلن جزءا من سوق العمل.
تونس (المرتبة 126) مُصنّفة في مرتبة أعلى من المعدل الإقليمي في كافة المعايير، ولكن ازدادت فيها هذا العام الفجوة بين النساء والرجال في الإلمام بالقراءة والكتابة. في قطر، الكويت، البحرين، وعمان، فإن مجال السياسة هو الأبرز.
وفي النهاية، إسرائيل (المرتبة 49) مُصنفة هذا العام أيضا في مرتبة عالية بين دول الشرق الأوسط من حيث المساواة الجندرية، ولكن ما زال عليها شق طريق طويل مقارنة بدول العالم الأخرى. إضافة إلى ذلك، واصلت تقدمها هذا العام في مجالات مثل المُساواة في الأجر وفي عدد النساء في الكنيست.