”رئيس الحكومة الأحمق لا يصنع سلامًا. رئيس الحكومة الذي يتوصّل إلى سلام ليس أحمق، وأنا لا أقول أيّ أمر شخصي”، هكذا قال اليوم رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، في مؤتمر عُقد في الجامعة العبرية في القدس. ورغم أنّ أولمرت شدّد على أنّ أقواله ليست موجّهة ضدّ شخصٍ بعينه وقال: “أنا لا أخوض حملة ضدّ رئيس الحكومة، لم أتطرّق إليه”، يبدو أنّها رسالة غير مباشرة لخليفة أولمرت في مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على خلفيّة المساعي الحاليّة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
في هذه الأيام، التي يسود فيها التشاؤم حيال إمكانيّة التوصُّل إلى تسوية سياسيّة لدى الجانبَين، يبرز صوت أولمرت المتفائل بشكلٍ استثنائيّ: “إذا توصّلنا إلى اتّفاق سلام، فإنّ الفائدة لإسرائيل أكبر في كلّ مجال وفي كلّ المجالات معًا. كلّ الشرق الأوسط سيتغيّر، مكانة إسرائيل ستتغيّر. إذا صنعنا سلامًا مع الفلسطينيين، سيحدث فجأةً تغييرٌ يضعنا في المركز، في المكان الذي يطمح إليه العلماء ورجال الأعمال – مكانة أكثر قوّةً وثباتًا”.
وبالنسبة لطلب إسرائيل بالحفاظ على أمنها، قال أولمرت إنه “يمكن الآن إحراز سلام يضمن أمن إسرائيل، يهودية إسرائيل، وأمن مواطنيها كدولة ديموقراطية، ويضمن قيام دولة فلسطينية في آنٍ واحد. يمكن فعل ذلك، ولكن يجب اتّخاذ قرارات. هذه وظيفة القادة – اتّخاذ القرارات”.
وفي مؤتمرٍ بعنوان: “التغطية الإعلامية المتغيّرة للحرب على الإرهاب”، تطرّق أولمرت إلى العمليّتَين العسكريتَين اللتَين خاضهما في ولايته كرئيس حكومة: حرب لبنان الثانية (حرب تموز) وعمليّة “الرصاص المسكوب”. حسب أولمرت، كانت حرب لبنان الثانية (حرب تموز) نجاحًا إسرائيليًّا. “خلال ثماني سنوات، لم يُطلق حزب الله رصاصةً واحدة”، قال أولمرت عن نتائج الحرب. “لم تؤدِّ أية حرب إلى إنجازات كالحرب التي يُقال إننا خسرناها”.
وبالنسبة لعمليّة “الرصاص المسكوب”، قال أولمرت: “الجميع اعترف بحقّنا في الدّفاع عن نفسنا وحقّنا في حماية مواطنينا في المناطق التي يوافق المجتمع الدولي على أنها أجزاء شرعيّة من إسرائيل”.
وعلى هامش حديثه، تطرّق أولمرت إلى تقرير وصل من وثائق سنودن المسرَّبة، يفيد بأنّ الاستخبارات الأمريكية اعترضت مراسَلات بريد إلكترونيّ لديوان رئيس الحكومة: “كان هذا بريدًا إلكترونيًّا مُعدًّا لتوجّهات الجمهور”، قال أولمرت مازحًا: “أرجو أن يكون الأمريكيون قد أصغوا إلى الرسائل، وردّوا على كلّ الطلبات”.