يعتقد الكثير من المحلّلين في الغرب أنّ أحداث العنف في فرنسا الأسبوع الماضي، والتي قُتل خلالها 17 شخصا من قبل متطرّفين مسلمين في هيئة تحرير صحيفة “شارلي ايبدو” وفي متجر يهودي فرنسي، تشكّل بداية هجمة جديدة في تاريخ أوروبا الطويل. ليس عبثا أن يصف الفرنسيون هذه الأحداث “11 أيلول الفرنسية”.
ومن ثم، تكشف أحداث العنف مشكلة فضلت أوروبا بشكلٍ رسميّ تجاهلها، تتعلق بالعنف من قبل بعض المسلمين، الذين يعملون “باسم الدين”. بدأ قادة أوروبا السياسيون وقادة الاتحاد الأوروبي بالتعامل مع المشكلة بجدية، الأمر الذي كشف عن هلع وهستيريا لم تعتد أوروبا الحديثة في القرن الواحد والعشرين عليه.
في مدينة صغيرة جنوب شرق بلجيكا، خطّط ثلاثة مسلمين مهاجمة محطة شرطة، ولكن الشرطة سبقتهم واقتحمت المكان الذي أقاموا فيه. أطلق المشتبه بهم النار باتجاه الشرطة، والتي ردت بإطلاق النار، وقتلت اثنين من المشتبه بهم وجرحت الثالث. أكدت العملية التوتر الكبير في البلاد، ونشرت الشرطة قوات كبيرة في أنحاء البلاد.
في أعقاب التحذيرات من الإضرار باليهود في بلجيكا، بقيت عدة مدارس مغلقة اليوم الجمعة في بلجيكا وفي هولندا المجاورة أيضًا. “أعلمونا بأنّنا أحد الأهداف الرئيسية للعملية، ولذلك قررنا إغلاق المدرسة وعدم المخاطرة” كما قال أحد مديري المدارس اليهودية في مدينة أنتويرب البلجيكية.
مثال آخر على التوتر الكبير في بلجيكا أعطِيَ أمس، عندما اعتقلت الشرطة شخصا مسلّحا أطلق نداءات “الله أكبر” في قطار الأنفاق في مدينة بروكسل. اتضح بعد ذلك أن الرجل كان في حالة سكر وعانى من مشاكل نفسية.
في فرنسا أيضًا، والتي جرت فيها أحداث العنف، تعمل القوى الأمنية. في الليلة الماضية تم اعتقال نحو 12 شخصا للاشتباه بهم في توفير المساعدة اللوجستية للهجمة في الأسبوع الماضي، وتم حتى الآن اعتقال أكثر من 60 شخصًا في فرنسا. أغلِقتْ اليوم صباحا محطة القطار في باريس وتم إخلاؤها تماما بعد التحذير من قنبلة تم وضعها في المكان، اتضح بعد ذلك أنه تحذير غير صحيح.
في ألمانيا أيضا تعمل السلطات القانونية ضدّ تهديدات مماثلة. فقد جرى في برلين العاصمة نشاط واسع للشرطة، بمشاركة مئات رجال الشرطة الذين داهموا 11 مركزا إسلاميا مشتبها بها في أنشطة غير مشروعة. تم اعتقال شخصين في هذا النشاط واللذين وفقا للاشتباه قاما بتجنيد أشخاص لصالح هجمة ما. وذكرت قناة CNN صباح اليوم أنّ مصدرا استخباراتيا في أوروبا ذكر بأنّ هناك نحو 20 خلية “نائمة” في أوروبا، في عضويتها نحو 120 – 180 عضوا، وهم مستعدون للهجوم بشكل فوري.
وفضلا عن كل ذلك، فقد قرّر الاتحاد الأوروبي بدء إجراءات جديدة تهدف إلى منع تهريب السلاح من شمال إفريقيا إلى أوروبا. يستعد الاتحاد إلى زيادة نشاطاته في شمال إفريقيا من أجل القيام بذلك.
معظم نقل السلاح اليوم إلى داخل أوروبا يتم من دول البلقان الغربية ومن شمال إفريقيا، وخصوصا من أراضي ليبيا المتداعية. وفي حين أنّ الأوروبيين قد شكّلوا خطّة عمل لمكافحة التهريب من دول البلقان، فقد تمّ إخلاء محطة مراقبة الحدود الأوروبية التي كانت في ليبيا قبل نحو عام وانتقلت إلى تونس عقب عدم استقرار الأمن. فضلًا عن ذلك، يعمل الأوروبيون على تشديد القوانين التي تتعلق بحيازة الأسلحة.