سينتهي عام ٢٠١٣ قريبًا، وبدأت الآمال تُرسم استعدادًا لعام ٢٠١٤ في مجال الموسيقى. لكن قبل أن نتفرغ للاستماع إلى الألبومات الجديدة والتعرّف إلى مواهب جديدة في مجال الغناء والعزف والبحث عن عرض موسيقي مميز لفنان نحبه علينا التوقف. فقبل أن ننسى ما مضى، قررنا أن نقدم لكم ملخصًا عن الموسيقى الإسرائيلية في عام ٢٠١٣. ولأن الحديث يعود إلى الذوق الخاص، اعتمدنا في بعض التصنيفات على نسبة البث في الراديو وعلى نقابة الفنانين. أمّا في حالات أخرى، فاخترنا مَن جعل العام مثيرا بالنسبة لنا.
رغم كل شيء – “المغني المشهور” هو المغني الأكثر شعبيّة في إسرائيل
كان هذا العام الأسوأ في مسيرة المغني الناجح. فقد تم اتهامه بالتهرب من ضرائب بقيمة ملايين الشواقل، كما تورط في فضيحة جنسية مريبة خاصة مع قواصر. لكن ذلك كله لم يمنعه من كسر الأرقام القياسية للبث على الإذاعة والإنترنيت ومن تأدية أغانيه في قاعات ممتلئة في جميع أنحاء البلاد (والعالم) والعمل في برنامجين للمواهب الغنائية، ومن الكون المرشح الأساسي للقب مغني العام. ألبوم “القلب على الطاولة”، وهو رقم ١٥ له، بيع أكثر من ٦٠ ألف نسخة منه، وأغانٍ كـ”حالة عاشق” و “أنتِ” أصبحت ذائعة الشهرة ومسموعة في كل حدب وصوب.
أغنية العام وفقا لجميع مؤشّرات الاستماع – “ستاتوس ميئوهاف”(حالة عاشق) يؤديها إيال جولان
كان سيتم اختيار جولان في قسم “فضيحة الموسم” أيضا لو قمنا بإعداد قسم كهذا. لم تتحدث وسائل الإعلام في إسرائيل من قبل كما تحدثت عن حياة “أمير” الغناء الشرق أوسطي (ما زال زوهار أرغوف يعتبر “ملك” هذا النوع من الغناء دون منازع لدى الكثيرين). تمت مقابلة كل شخص عرفه خلال حياته في التلفزيون أو الإنترنت، وتم عرض صور مخجلة وساذجة من الأرشيف، وكان من غير الإمكان الاطلاع على موقع أو صحيفة دون أن ترى عنوانا يخص “المغني المشهور” كما وصفه الإعلام أثناء سريان مفعول قرار منع نشر تفاصيل القضية من قبل المحكمة.
جولان يظهر أن بإمكانه غناء أغان بطيئة ومؤثرة في أغنيته المشهورة “أت” (أنتِ):
بإيجاز شديد- الأداء الأفضل خلال العام
قامت المغنية كارولينا، التي تدمج بين غناء الريغي والهيب هوب والروك، بتحديث أغنية “تسيل عيتس تامار” (ظل شجرة نخيل) التي قام زوهار أرغوف بأدائها بشكل أسطوري في بداية الثمانينيات. أخذت كارولينا اللحن الى عالمها، حيث دمجت نغمات إلكترونية وقدمت لنا أداء رائعا ومدهشا بطريقة لا تنسى. عبر الجمهور، الذي لا يُعجب بشكل كبير بنمط كارولينا عادة، عن إعجابه وتابع الأغنية أكثر من أية أغنية أخرى (عدا “حالة عاشق”).
أقفلوا النوافذ، ارفعوا الصوت، ودعوا صوت كارولينا يدخل الى أعماقكم، “تسيل عيتس تامار” (ظل شجرة نخيل):
المستقبل آتٍ – الإسرائيليون القيّمون على الفيديو الأكثر نجاحا هذا العام
في هذه الفئة، اختير فيديو كليب لفنّان غير إسرائيلي، لكنّ منتجيه إسرائيليون. فقد قامت شركة Interlude، التي يُعتبَر الموسيقي الإسرائيلي يوني بلوخ من مؤسسيها، بإنتاج فيديو مذهل، ماهر، ويعبّر عن الحداثة لأغنية بوب ديلان الكلاسيكية “Like A Rolling Stone” (مثل صخرة متدحرجة). كيف تم اختيار فيديو لأغنية عمرها ٤٨ عامًا؟ حسنا، إنه ليس فيلمًا اعتياديًّا. فقد قام المنتج الإسرائيلي فانيا هايمن بإخراج فيديو تفاعلي يسمح للمتصفح بالاختيار بين ١٦ محطة مختلفة، حيث يغني الموجودون بها – من المذيعين في قناة المشتريات وحتى مقدم برنامج التسلية – كلمات أغنية ديلان. هكذا يقوم كل شخص بتشكيل فيديو خاص به. دخلت هذه المجموعة، دون أية مبالغة، صفحات التاريخ.
فيديو العام وفقا لمجلة “TIME” – “Like A Rolling Stone” (مثل صخرة متدحرجة)، للمشاهدة على موقع بوب ديلان:
http://video.bobdylan.com/desktop.html
ليس في إسرائيل فقط – المغنية التي تشغل فرنسا
حصل فنانون إسرائيليون على نجاحات وراء البحار خلال الأعوام الأخيرة. فأفيف غيفن، إنفيكتد ماشروم، أساف أبيدان، وبالكان بيت بوكس تمكنوا من ملء القاعات في أوروبا، لكن هذا العام كان هادئا بالنسبة لهم. أما من واصلت التقدم فهي ريف كوهين، مغنية عمرها ٢٩ عاما أصبح يعرفها الجمهور الفرنسي. تدمج بغنائها بين البوب الفرنسي وألحان من شمال إفريقيا وتتمتع بسيطرة تامة على صوتها – الاستماع الى أغانيها متعة خالصة. نحن نراهن على استمرار نجاحها خلال العام القادم أيضًا.
صوت مثير جدا ستسمعونه في المستقبل دون شك. ريف كوهين تغني
“Jean Qui Rit Jean Qui Plreure”:
هكذا ودّعناه – الموسيقي الذي سنشتاق إليه جميعا
رغم وفاة شموليك كراوس قبل عدة شهور، إلا أن الحدث الذي اختير لهذا القسم يعود إلى شهر تشرين الثاني. رحل أريك أينشتاين الذي يعد أفضل مغنٍّ في تاريخ إسرائيل بالنسبة لكثيرين عن عمر ٧٤ عاما، تاركًا وراءه قائمة طويلة من الإبداعات الرائعة. فبالإضافة الى أغانيه التي كتبها وغناها والعروض السينمائية المؤثرة التي قام بها، يُعتبر أينشتاين في حياته ومماته رمزا للإسرائيلية، أو بشكل أدقّ – رمزا للإسرائيلية التي كنّا نريد أن نجدها ونكون جزءًا منها. التواضع وحميمية الصوت والأفعال والبراءة (التي تظهر بمتابعته الصبيانية للرياضة بأنواعها) والصدق – جعلت هذه الصفات منه أسطورة حيّة.
تذكّروا المغني الإسرائيلي الذي لن يتكرر – إريك أينشتاين بالاستماع إلى أغنيته “تسِيه مِزِيه” (اخرج من هذا) عام ١٩٧١
http://youtu.be/ytQ1tpwTNbE