أبلغت الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرونوت” اليوم (الثلاثاء) عن أن المنظومات الأولى من الصواريخ المتقدمة المضادة للطائرات من نوع S-300 ستصل إلى سوريا من روسيا بمرافقة فنيين ومهنيين روسيين، بهدف مساعدة السوريين على إكمال تحويل الصواريخ إلى صواريخ ميدانية خلال فترة قصيرة قدر الإمكان.
وخلال المحاولات لمنع الصفقة، أوضحت إسرائيل للروس أنها لن تحتمل نشر صواريخ من هذا النوع في سوريا. وتبذل إسرائيل الآن جهودًا دبلوماسية أخيرة، بالتعاون مع الأمريكيين، في محاولة لتأجيل أو إلغاء إنجاز الصفقة. تدعي إسرائيل أن الدافع الرئيسي لروسيا في إنجاز الصفقة هو اقتصادي، وليس سياسي فقط. لقد فشلت حتى الآن المحاولات المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة لإيجاد بديل للصفقة وتعويض روسيا عن خسارة مليار دولار – وهو قيمة الصفقة.
وقد شددت مصادر أمنية رفيعة المستوى في إسرائيل على أن إسرائيل لا تنوي قبول وجود هذه الصواريخ في سوريا، بسبب التهديد الذي تشكله على حرية عمل سلاح الجو على الحلبة الشمالية كلها، وليس أمام التهديد السوري فقط. علاوة على ذلك، فإن منظومات من هذا النوع – حتى وإن كان الحديث يجري حاليا عن منظومة واحدة فقط – قد تصل إلى أيادٍ معادية، سواء إلى الأيدي الإيرانية أو إلى أيدي حزب الله، في حال سقوط نظام الأسد. ويحذرون في إسرائيل من أن وجود صواريخ ال – S-300 على الأرض السورية، سوف يرغم إسرائيل على اعتبارها تهديدا لمصالحها الحيوية.
يشكل الانتشار المكثف للصواريخ المضادة للطائرات التي دفعه الروس إلى سوريا مشكلة أيضا بالنسبة للولايات المتحدة. وقد سُئل مؤخرا رئيس الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتين دمبسي، عن الاحتمال بأن تقوم الولايات المتحدة بفتح مسار جوي في سماء سوريا بهدف نقل الإمدادات الإنسانية لللاجئين. وأجاب دمبسي أنه بهدف إنشاء ممر طيران حر سيضطر سلاح الجو الأمريكي إلى إنجاز 700 طلعة جوية لإبطاء مفعول السلاح السوري المضاد للطائرات.
وقد أفادت جهات في الصناعات الأمنية الروسية أن روسيا اقترحت، في الشهر الأخير، على إيران شراء صواريخ S-300 منها. غير أن الحديث في هذه المرة يجري عن الطراز المعد للتصدير ليس واضحا ماذا كان الرد الإيراني على الاقتراح الروسي الجديد، لأن الحديث يجري عن منظومات سلاح يُعتبر أداؤها أدنى من أداء تلك التي وُعد الإيرانيون بها في الاقتراح الأصلي.
وقد تم الإبلاغ بالأمس عن وجود زعزعة في زعامة النظام السوري حيث تم إقصاء نائب الرئيس فاروق الشرع، المخضرم، عن منصبه، وعُين مكانه وزير الخارجية وليد المعلم.
وفي خلال اجتماع حزب البعث بالأمس تم إقصاء الشرع بشكل رسمي، إلى جانب 14 شخصية بارزة في النظام. غير أنه في الوقت ذاته، قد استقال رئيس الحكومة من قبل المعارضة، حسن هيتو، من منصبه الرمزي، وهذه خطوة تزيد الصعوبة في تأليف حكومة انتقالية غداة سقوط الأسد.