نشرت الصحيفة التونسية L’Audace” على غلافها الأول رسمة على غرار غلاف مجلة الصحيفة الفرنسية شارلي ايبدو المثير للجدل. يظهر في الرسم شخص يهودي (يرتدي قبعة ونجمة داود، وضفائر تتدلى من رأسه) ممسكا بيديه لافتة “أنا أيضا غزة”. لقد صارت دمعة النبي محمد في “شارلي ايبدو” بحرا من الدموع جوابا من تونس. فوق شخصية اليهودي وضع العنوان “كل شيء غُفر”، والذي كان العنوان في الأصل الفرنسي.
نشرت “L’Audace” (جرأة) في باريس كمجلة شهرية بين عامي 1994- 2007. بعد الانقلاب في تونس سنة 2011، بدأت تنشر في البلاد مرة كل شهرين. لقد كشفت الصحيفة في الماضي عن الفساد في حكومة وعائلة الرئيس السابق زين العابدين بن علي. اعتُقل مؤسس الصحيفة عدة مرات في السابق.
أثار العدد الأخير من “شارلي ايبدو”-العدد الأول الذي رأى النور بعد المذبحة في مؤسسة الصحيفة- عاصفة في العالم العربي بعد أن عرض مجددا رسما للنبي محمد. لقد وصفه رئيس حكومة أفغانستان “بعمل يفتقر للمسؤولية”، وادعى رئيس الحكومة العراقية أن “الكلمات الجارحة يمكن أن تؤدي لمواجهات أخرى دامية”. جُرح بعض المواطنين وقُتل آخرون خلال مظاهرات عنيفة في باكستان ونيجيريا.
وحتى في إسرائيل أثار العدد احتجاجا، بعد أن أعلنت شبكة كتب محلية أنها ستبيعها في مناسبة خاصة. لقد وقف سياسيون ومنظمات عرب ضد هذا العمل. استجابت الشبكة وألغت البيع العلني. دعا وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، نشطاءه لشراء الأعداد وتوزيعها للجمهور. في النهاية عُرض 550 عددا آخر للبيع على الشبكة، ونفذت خلال سبع دقائق فقط.