يُظهر استطلاع أمريكي أجري على 2,500 امرأة أنّ الأمهات يملنَ إلى أن يكنَّ حاسمات تجاه بناتهنّ أكثر بمرّتين من أبنائهنّ. 57% من النساء اللواتي اشتركن في الاستطلاع قلنَ إنّهنّ قريبات من أبنائهنّ أكثر من بناتهنّ. لقد وصفن أبنائهن بالـ “مضحكين”، “وقحين”، “غير مطيعين” و”مفضّلين”، بينما توّجت الأمّهات بناتهنّ بألقاب مثل “عدوانيات”، “يملنَ إلى الرغبة”، “ذوات مزاج سيّء”، “خطيرات” .
إنّ العلاقة بين الأمّهات والبنات هي من الأكثر تعقيدًا. بسبب التقارب الكبير، فأحيانًا تكون العلاقات قوية ومهمّة جدًّا، وأحيانًا تكون كارثة حقيقية.
حاولت الباحثة الإسرائيلية عينات كيرن أن تفهم ما هي أنماط العلاقات التي تميّز الأمهات والبنات، ولذلك تحدّثت مع 68 امرأة؛ 34 أمًا و 24 بنتًا. ويظهر من دراستها أنّ معظم العلاقات بين الأمهات والبنات تميل لأن تكون واحدة من هذه المميزات الأربعة:
علاقة قريبة جدًا
هذه بالذات هي مجموعة الأقلية في الدراسة؛ 20% فقط من المستطلعة آراؤهن. والحديث عن أم وابنتها تعتبران أنفسهما “الصديقات الجيّدات”، وتشمل العلاقة بينهما اتصالا مفتوحًا، تقاربًا كبيرًا وحميمية. معظم الأمهات والبنات اللواتي عرّفن أنفسهم كذلك يعشنَ سويّة. ووفقا للباحثة، فإنّ النساء اللواتي يتمتّعنَ بعلاقات جيّدة مع أمهاتهنّ، يملن عادة إلى إدارة حياة سعيدة ومُرضية أيضًا في مجال العلاقة الزوجية والمجتمع.
علاقة معقّدة
الذي يميّز هذا النوع من العلاقات هو التقلّب والتناقض، والعواطف المتضاربة التي تتواجد بجانب بعضها البعض: وصفت الفتيات أمهاتٍ يقمنَ في لحظة بالعناق والدعم، وفي اللحظة التي تليها يتصدّينَ لهنّ بغضب. والذي يحدث للبنات في مثل هذه الحالات هو أنّهنّ يسعيْنَ بشكل حثيث لنيل الموافقات والمحبّة من أمّهاتهنّ. والأمّهات من جانبهنّ ترينَ الفتيات تابعات، حاسمات وذوات شخصية صعبة. الطرفان يغضبان أحدهما الآخر ولا ينجحان في تغيير نمط السلوك.
علاقة غاضبة وبعيدة
وهو نوع العلاقة الأكثر سوءًا، والذي يتميّز ببعد مادي وعاطفي كبير. يمكن للفتيات أن يجرّبن مشاعر قريبة من الكراهية الحقيقية، وتجنّب أيّ اتصال ليس حتميّا مع الأم. وعادة ما يكون الحديث عن أمهات لأسباب أو لأخرى لم يوفّرنَ الدفء والحبّ للبنات منذ الولادة واكتفينَ بالقيام بواجباتهنّ كأمّهات (الطبخ، العناية، إلخ)، ولكن دون معانقة، اهتمام أو أية مشاعر أخرى.
علاقة مرمّمة
وهي علاقة بدأت بشكل سلبي ولكنّها تعافت، في معظم الحالات في أعقاب حدث درامي في الحياة مثل الولادة أو المرض. وقد وصفت الفتيات من هذه المجموعة طفولة صعبة في كلّ ما يتعلّق بالعلاقة مع الأم، والتي كانت مهيمنة جدّا وصعبة أو عنيفة. ومع ذلك، فعندما كَبُرْنَ، ومررنَ بعلاج نفسيّ، نجحنَ في رؤية الأم كإنسان ذي حاجات، ضعف ومشاكل خاصّة به، ممّا أدّى إلى تحسّن في العلاقة والإحساس بالأسف.
والاستنتاج الرئيسي للباحثة هو أنّه لا يوجد أمّ مثالية. تصل معظم النساء إلى هذا الاستنتاج حين يصبحن أمّهات بأنفسهنّ، ويفهمنَ حجم التضحيات المطلوبة. ومع ذلك، فالعلاقات الصعبة أيضًا يمكن أن تتحسّن.