فُتحت هذا الصباح أبواب الجامعات والكلّيات لاستقبال نحو 308 آلاف طالب، ما يشكّل زيادة بمقدار 1.7 في المئة عن السنة الماضية. وسيدرس 236,770 لحيازة اللقب الأول، 59,700 للّقب الثاني، و10,650 للّقب الثال ث.
ومقابل ارتفاع عدد الطلبة الذين يسعون للحصول على تعليم عالٍ لإيجاد أماكن عمل أفضل، يبدو أنّ ثمة انخفاضًا في عدد الطلاب الذين يتسجلون للجامعات، مقابل ارتفاع تدريجي في الطلاب الذين يتسجّلون للكلّيات. ويقدّر اختصاصيون ومربّون أن الأسباب تكمن في عدم الاهتمام في إسرائيل منذ عقود ببناء أنظمة جامعية جديدة، فيما الكلّيات تركّز على تقديم دراسات عمليّة واكتساب مهن في نهاية الدّراسة.
في الواقع، انخفض عدد الطلاب الذين يدرسون في جامعات البحث للقب الأول بمقدار 1.7% مقارنة بالسنة الدراسية 2012/2013. بالمقابل، ارتفع بنسبة 2.8% عدد الطلاب الذين يدرسون للقب الأول في الكليات.
لكن يبدو أنه ليس كل شيء ورديًّا في الكلّيات أيضًا. فإحدى المشاكل الخطيرة في الكليات هي النسبة بين عدد التلامذة وكمية المدرّسين. فوفقُا لمعطيات تُنشر اليوم، وُجد أنّ النسبة اليوم هي 26 طالبًا لكلّ مدرّس، مقابل 12 طالبًا لكلّ مدرّس قبل أربعة عقود. وتؤدي هذه النسبة إلى انخفاض جودة التدريس والاستجابة الأكاديمية للطلّاب.
ماذا يدرسون؟ علوم إنسانية أقل وتقنيّة عالية أقلّ
وفقًا لمعطيات مجلس التعليم العالي، يتبيّن أنّ نحو 60,580 يُتوقَّع أن يبدؤوا هذا العام سنتهم الأولى في الدراسة للّقب الأوّل في مؤسسات التعليم العالي، وهي زيادة بمقدار 2.2% فقط عن عام 2012. ووفقُا لتقدير مجلس التعليم العالي، فإنّ عدد الطلاب الجدد في الجامعات يُناهز 22,700، مثل العام الماضي تقريبًا. بالمقابل، يُتوقَّع تسجيل زيادة بمقدار 1,200 طالب سنة أولى في الكليات الأكاديمية، حيث يُتوقع أن يبدأ 31,880 طالبًا جديدًا بالدراسة للسنة الأولى.
وماذا يحدث في مجال دراسات التقنية العالية (الهايتك)؟ هنا أيضًا، تظهر معطيات مُفاجِئة. فعام 1997، درس نحو 24% من طلّاب اللقب الأول أحد مواضيع الرياضيات، علوم الحاسوب، علوم الطبيعة أو الهندسة. وازدادت هذه النسبة باطّراد حتى عام 2002، حيث بلغت 30%. في السنوات التالية، انخفضت قليلًا نسبة الذين يدرسون مواضيع التقنية العالية، إذ بلغت 28% عام 2012. وقال مجلس التعليم العالي إنّ الذبذبات المرافقة لفرع التقنية العالية تُعبّر عنها معطيات الطلاب المتعددة السنوات.
وارتفع عدد الذين يدرسون إدارة الأعمال من 6.7% عام 1996 إلى 12% عام 2002، فيما ارتفع عدد دارسي الحقوق من نحو 6,000 عام 1996 إلى أكثر من 16,190 عام 2012. وارتفعت نسبة طلّاب الحقوق في اللقب الأول من 6% عام 1996 إلى 8.5% عام 2012. ومقابل هذه التغييرات، انخفضت بشكل ملحوظ نسبة الذين يدرسون العُلوم الإنسانيّة من 18.5% عام 1996 إلى 7.5% فقط عام 2012.
وتُعتبر إدارة الأعمال أحد أكثر المواضيع المطلوبة في دراسات اللقب الثاني. فعام 2012، درس نحو 11,800 طالب إدارة الأعمال للّقب الثاني، مشكّلين نحو 23% من طلّاب اللقب الثاني. وكان عدد طلّاب إدارة الأعمال في بداية التسعينات نحو 2,500 فقط. لكنّ الرقم ارتفع بسرعة كبيرة حتى نهاية التسعينات.
طلّاب عرب أكثر
في العقدَين الأخيرَين، ازدادت نسبة الطلاب العرب الإسرائيليين بين الذين يدرسون للّقب الأول. وحدثت الزيادة الأكبر في التسعينات، إذ ارتفعت نسبتهم من 7% عام 1996 إلى 10% عام 2000. ومنذ ذلك الحين، بدأ الازدياد يقل بشكل ملحوظ، إذ بلغت النسبة 12.4% فقط عام 2012. وسُجّل معظم الزيادة في انخراط السكان العرب في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل في الجامعات وكليات تأهيل المعلّمين.
وفي هذا السياق، سُجّلت الزيادة الأكبر في التحاق الفتيات العربيات بالجامعات. فقد كانت الفتيات العربيات تشكّلن 40% فقط من الطلاب العرب الذين يدرسون للّقب الأول في الجامعات أوائل التسعينات، لكنّ نسبتهنّ ارتفعت إلى 66% عام 2012 (مقابل نحو 53% بين السكان اليهود).
وبعد فترة طويلة من الجمود، يبدو في السنوات الأخيرة أنّ ثمة ازديادًا في نسبة السكان العرب بين الذين يدرسون للألقاب المتقدمة في الجامعات. وبلغت نسبة الطلاب العرب بين مُجمل الذين يدرسون للّقب الثاني في مؤسسات التعليم العالي 9% عام 2012. وقد تضاعفت هذه النسبة من 3.6% خلال التسعينات إلى 8.2% هذا العام. وارتفعت أيضًا نسبة الطلاب العرب بين الذين يدرسون للّقب الثالث، من نحو 3.5% في بداية العقد إلى 4.8% عام 2012.
غلاء المعيشة يصعّب حياة التلامذة
من استطلاع أجراه اتحاد الطلاب الجامعيين القطري الإسرائيلي قبيل افتتاح السنة الدراسية الجديدة، تتبين معطيات اقتصادية قاسية عن حياة الطالب الجامعي المتوسط الذي يحتاج أكثر فأكثر إلى دعم والدَيه ليتمكن من اجتياز سنوات الدراسة وإعالة نفسه. ويظهر الاستطلاع أنّ أكثر من نصف الطلاب (55%) ينالون مساعدة مالية ما من والديهم، حتى إنّ بعضهم فكّر في ترك الدراسة إثر غلاء المعيشة.
وأجاب 55% من المستطلَعة آراؤهم، في الاستطلاع الذي أُجري على أكثر من 9,000 تلميذ، أنهم يتلقون إعانة من والديهم، إذ يحصل 41% من الطلاب على مبلغ حتى 9,000 شاقل في السنة (نحو 2500 دولار)، 18% على مبلغ يتراوح بين 9,000 و12,000 شاقل في السنة (2500 – 3300 دولار)، و41% على ما يزيد عن 12 ألف شاقل في السنة (أكثر من 3300 دولار). ويبلغ متوسط الدعم الاقتصادي السنوي الذي يناله الطلاب من والديهم 15,280 شاقلًا في العام (نحو 4200 دولار).
ولا يتمكن الطلاب أيضًا من دفع ثمن الإيجار. فقد ذكر 39% من الطلاب هذه السنة أنهم يقطنون في بيت والديهم أو الأقرباء. وفيما يتعلق بالعمل خلال الدراسة، أجابت الأكثرية (78%) أنها تعمل خلال الدراسة؛ 64% خلال كل العام، و14% فقط خلال العطل.
وأدّى غلاء المعيشة بعدد من الطلاب إلى التفكير في وقف دراستهم. فقد أجاب 40% أنهم فكروا في مغادرة الدراسة بسبب التمويل المطلوب. والاسباب: مجموع النفقات الذي يشمل الدراسة، المعيشة، السكن، وارتفاع أجر التعليم.
هروب الأدمغة
الأسبوع الماضي، فرحت إسرائيل لأنّ باحثَين إسرائيليَّين، أرييه ورشيل ومايكل ليفيت، فازا بجائزة نوبل على إنجازاتهما في مجال الكيمياء. لكن إلى جانب الشرف الكبير الذي حقّقاه للدراسة الأكاديمية، تجلّت أيضًا حقيقة مريرة: ثلث الباحثين في إسرائيل يغادرون إلى الولايات المتحدة.
بداية الأسبوع الماضي، نشر “مركز طاوب” لبحث السياسة الاجتماعية في إسرائيل بحثًا يرسم صورة مقلِقة تضع إسرائيل على رأس دول العالم في مجال الهجرة الأكاديمية السلبيّة.
فوفقًا للدراسة، تواجد عام 2003/2004 في الولايات المتحدة محاضر إسرائيلي واحد مقابل كل أربعة محاضرين في كل المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل. وللمقارنة، ففي معظم دول العالم الأخرى، يتراوح المعدل بين 1 و4 محاضرين فقط مقابل كل مئة في بلادهم. وقد تفاقم هذا المعطى. فعام 2007/2008، أصبح الرقم ثلاثة محاضرين إسرائيليين في الولايات المتحدة مقابل كل 10 بقوا في إسرائيل. وتنتشر الظاهرة أكثر بين الحائزين على لقب ثالث في العلوم والهندسة. في هذه المجموعة، عدد المقيمين في الخارج (14%) هو نحو أربعة أضعاف الحائزين على ألقاب في العُلوم الإنسانيّة والاجتماعية (نحو 4%).