هل القدس على وشك الانفجار؟ يتفاقم التوتّر بين مواطني البلدة الفلسطينيّة والمقيمين اليهود، إلى جانب السلطات اليهوديّة، ليصل إلى أعلى درجاته، وتسترجع الأحداث الجارية ذكرياتِ أيام الانتفاضات.
في الأمس، بعد وفاة فتى فلسطينيّ اسمه محمد سنُقرُط الذي أُصيب إثر إطلاق الشرطة الإسرائيليّة للنار، تجدّدت أعمال شغب عنيفة أكثر من السابق. وفقًا لأقوال عم سنُقرُط، لم يشترك محمد في المظاهرات أبدًا، وفي ذات الوقت عمّ الهدوء المنطقةَ حينها، لكنّ زعمت شرطة القدس أنّ الفتى قد أثار الشغب وألقى على الجماهير ما يُؤذيهم.
قدّرت جهات فلسطينيّة الأسبوع الماضي أنّه في حال توفّيَ الفتى سنُقرُط وأُعلن كشهيد، فإنّ هذا الشيء كفيل بإشعال العنف من جديد داخل المدينة، والذي قد وصل أعلى مستوياته عُقب قتل محمد أبي خضيرة قبل حوالي الشهرَيْن، ولسوء الحظ فقد تفاقمت الأمور فوق العادة.
مع هبوط الليل، سُجّل عدد من الحوادث الخطيرة شهِدت قذف الحجارة والزجاجات الحارقة في حيّ العيساوية والطور شرقَ القدس. وفي الحي اليهودي المجاور للعيساوية، حي التلّة الفرنسيّة، استولى 40 شبان على محطة وقود محلّيّة، أشعلوا فيها النار ونهبوا المتجر الواقع داخل المحطّة. بينما ضبط وأخمد رجال الإطفاءِ النارَ.
من المعروف منذ عدة سنوات عن الاحتكاكات المستمّرة بين المواطنين الفلسطينيّين واليهود في حيّ التلة الفرنسيّة. إلى جانب ظاهرة جميلة من التعايش المُشترك، وعيش مواطنين عرب في أحياء تابعة لمواطنين يهود (أحيانًا حتّى في نفس البناية)، إلا أنه هناك ظاهرة منتشرة من التحرّشات الجنسيّة. فوفقًا للتقارير، مئات النساء والشابات اليهوديّات تعرّضن للملاحقة والاعتداءات الجنسيّة على يد شباب من مواطني بلدة عيساوية.
وكما هو متوقّع، ففي أحداث كهذه، تُسهّل أعمالُ العنف نشوء َ وانتشار مبررات العنصرية. إذ طالب عضو بلدية مدينة القدس العنصريّ، أرييه كِنغ، المشهور بتصريحاته المُشينة ضد السكان العرب في المدينة، رئيسَ البلديّة نير بركات بتنفيذ عقاب جماعيّ لجميع مواطني العيساوية، فحسب أقواله “وقفوا جانبًا ولم يمنعوا محاولة تنفيذ الهجوم الكبير من قِبل أكثر من 40 مُخرّبًا من بلدتهم”.