لم تبدأ زيارة الرئيس الفرنسي الرسمية إلى إسرائيل بعد، إلا أنها أحدثت أزمة سياسية مخجلة بين إسرائيل وفرنسا. والسبب هو أنّ رئيس الكنيست، يولي إيدلشتاين، سيقاطع الزيارة في أعقاب إلغاء خطاب الرئيس فرانسوا هولاند في الكنيست.
من المتوقع أن يزور هولاند إسرائيل بعد نحو ثلاثة أسابيع في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام. استعدادًا للزيارة، توجه ممثّلو السفارة الفرنسية إلى مكتب رئيس الكنيست، واتفقوا مع المسؤولين هناك على أن يصل هولاند إلى مقر الكنيست، يلتقي إيدلشتاين، ويُلقي خطابًا أمام أعضاء الكنيست.
غير أنّ الفرنسيين أعلنوا أمس عن تغيير في البرنامج. فكما كان الحال مع الرئيس أوباما، قرر الرئيس الفرنسي إلقاء خطاب مباشرةً أمام الشعب الإسرائيلي، وسيقوم بذلك في إحدى الجامعات (جامعة تل أبيب أو القدس)، وليس في مقر الكنيست. على الرغم من ذلك، شدد الفرنسيون على أن هولاند ينوي زيارة الكنيست ولقاء إيدلشتاين كما هو مخطط.
استشاط إيدلشتاين غضبًا عندما سمع الخبر. وأسرع في الإعلان أنه في حال عدم احترام الرئيس الفرنسي لأعضاء الكنيست وإلقاء خطاب أمامهم، فلا داعي أن يزور مقر الكنيست أبدًا. ولذلك أوعز بإلغاء زيارة هولاند إلى مقر الكنيست واللقاء بينهما.
وإذا لم يكفِ هذا كله، أعلن أنه “حتى إشعارٍ آخر”، لن تتم دعوة سفير فرنسا في إسرائيل والوزراء الفرنسيين الذين يزورون إسرائيل إلى مناسبات ولقاءات رسمية في الكنيست “نظرًا للمس بكرامة البرلمان الإسرائيلي”.
وأوضح مسؤول رفيع المستوى أمس لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ الحديث يجري عن خطوة ضرورية: “في حال ألغى رئيس فرنسا خطابه كليًا فهذا حقه. ولكن في اللحظة التي قرر فيها أن الكنيست، التي تمثل الجمهور، لا تحظى بما يكفي من الاعتبار، وفضّل إلقاء خطابه خارجها، فإنّ هذه إهانة للديموقراطية الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي”.
وأضاف المسؤول: “استضافت الهيئة العامة للكنيست في السنوات الأخيرة، الرئيس الأمريكي، رئيس حكومة بريطانيا، المستشارة الألمانية، رئيس حكومة إيطاليا، والرؤساء الفرنسيين السابقين ساركوزي، شيراك، وميتران، وألقى الجميع خطابات”.